الأردن يواجه أزمة مياه خانقة.. حصّة الفرد مرشحة للانخفاض إلى أقل من 30 مترا مكعبا سنوياً
عمان بوست – الأردن يقترب من أدنى مستويات الفقر المائي عالمياً، مع تحذيرات من انخفاض حصة الفرد إلى أقل من 30 مترا مكعبا سنوياً، وسط تراجع مخزون السدود وتفاقم أزمة الأحواض الجوفية.
الأردن الأفقر مائياً عالمياً
كشف الناطق باسم وزارة المياه والري، عمر سلامة، أن حصة الفرد الأردني من المياه حالياً لا تتجاوز 60 مترا مكعبا سنوياً، وهو رقم يعكس الفقر المائي الحاد في المملكة، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 500 متر مكعب سنوياً.
وحذّر سلامة من أن الحصة مرشحة للانخفاض إلى أقل من 30 مترا مكعبا خلال السنوات المقبلة، في ظل شح الأمطار وتراجع الهطولات المطرية، مشيراً إلى أن مخزون السدود الحالية يبلغ 57 مليون متر مكعب فقط، مقارنة بـ87 مليون متر مكعب في الفترة ذاتها من العام الماضي، ما ينذر بتفاقم الأزمة في حال استمرار الظروف المناخية الحالية.
الناقل الوطني.. الأمل الاستراتيجي
أكد سلامة أن مشروع الناقل الوطني يُعدّ ركيزة استراتيجية لمعالجة الأزمة المائية، مشيراً إلى أن المفاوضات اليومية جارية لضمان تنفيذ المشروع في أسرع وقت ممكن. وكشف عن اجتماع مرتقب بين وزارة المياه وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية، بهدف تسريع الخطوات التنفيذية.
انخفاض الفاقد المائي إلى 46%
وفي سياق تحسين كفاءة استخدام المياه، أوضح سلامة أن نسبة الفاقد المائي انخفضت من 52% إلى 46% خلال العامين الماضيين، نتيجة إجراءات حكومية صارمة، مشيراً إلى أن تخفيض الفاقد أسهم في توفير 7 ملايين متر مكعب سنوياً.
الموسم المطري “غير محسوم” بعد
أشار سلامة إلى أن السيناريوهات المتعلقة بالموسم المطري ما زالت في بدايتها، ما يعني أن الصورة الكاملة لم تتضح بعد. وأكد أن الوزارة تعمل جاهدة لتأمين الحد الأدنى من احتياجات المواطنين من المياه، رغم التحديات المتزايدة.
القطاع الزراعي.. “من المبكر الحديث عن أزمة”
في المقابل، قلل الناطق باسم وزارة الزراعة، لورنس المجالي، من حجم المخاوف، قائلاً إن من المبكر الحديث عن أزمة مائية في القطاع الزراعي. وأكد أن الحكومة أعدت إجراءات للتكيف مع التغير المناخي، في محاولة لحماية القطاع الزراعي من التداعيات المناخية السلبية.
الأرصاد الجوية: 5 حالات مطرية منتظرة في يناير
كشف مدير إدارة الأرصاد الجوية، رائد آل خطاب، أن المملكة ستتأثر بحالة من عدم الاستقرار الجوي يوم الجمعة المقبل، متوقعاً هطول الأمطار في مختلف المناطق. كما أشار إلى توقع 5 حالات مطرية خلال شهر كانون الثاني المقبل، مع احتمال حالة مطرية نهاية الشهر الحالي، وهو ما قد يخفف من حدة أزمة المياه.
H1N1.. الإنفلونزا الموسمية في الواجهة
على صعيد آخر، كشف مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة، أيمن المقابلة، عن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا H1N1، حيث سُجلت 74 حالة خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بـ71 حالة خلال نفس الفترة من العام الماضي. وأوضح أن الفيروس، الذي أصبح إنفلونزا موسمية، ينشط في الأجواء الباردة الجافة، مؤكداً أن إدارة الأوبئة تراقب جميع الفيروسات في مناطق مختارة للتصدي لأي تفشٍّ محتمل.
ختاماً
الأردن يواجه أزمة مياه خانقة في ظل شحّ الهطولات المطرية، وانخفاض مخزون السدود، وتراجع الأحواض الجوفية. وبينما يعوّل الأردن على مشروع الناقل الوطني كأمل استراتيجي، لا تزال التحديات المناخية تهدد الأمن المائي والغذائي في البلاد، وسط ترقبٍ لما ستسفر عنه الأمطار المتوقعة خلال يناير المقبل.
