عربي ودوليمحلياتمحليات بوستمهم

الملك عبد الله الثاني يتصدر مشهد التحركات الدولية لمناصرة غزة والفلسطينيين

عمان بوست – في سلسلة من التحركات الدبلوماسية المكثفة التي لم تتوقف منذ بداية 2024، يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني قيادة الأردن على الساحة الدولية بهدف الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك في إطار دعم حقوق الفلسطينيين وصون الأمن الإقليمي، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوقًا.

الملك الذي لم يهدأ له بال في ظل الأوضاع الراهنة، كثف لقاءاته على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية، حيث شملت جولاته الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا، موجهًا رسائل قوية للمجتمع الدولي بضرورة تحرك عاجل لوقف العدوان على غزة، وحماية المدنيين الفلسطينيين، مع التأكيد على أهمية استئناف المسار السياسي للوصول إلى حل شامل على أساس حل الدولتين.

وواصل الملك عبد الله الثاني في شباط 2024 جهوده الحثيثة عبر زيارات رسمية لمجموعة من الدول الكبرى، كان أبرزها ألمانيا، حيث التقى المسؤولين الدوليين، مؤكدا ضرورة التحرك العاجل لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق دُشنت المبادرات الأردنية الإنسانية لتوفير المساعدات الطبية والإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

لم تقتصر مساعي الملك على التوجيهات السياسية والإنسانية فحسب، بل انتقل إلى المشاركة الفاعلة على الأرض، إذ ظهر في فيديو متداول يشارك في عمليات الإنزال الجوي لتوزيع المساعدات على غزة، إضافة إلى إرسال المساعدات المستمرة برا وجوا. هذا التحرك الإنساني الأردني رافقته تصريحات قوية رفض فيها محاولات الفصل بين غزة والضفة الغربية، مُجددًا التأكيد على موقف الأردن الثابت في دعم وحدة الأراضي الفلسطينية.

وفي ظل التصعيد المستمر، استمرت اللقاءات والاتصالات مع الزعماء العالميين؛ ففي آذار 2024، كانت المحادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة تتعلق بالتعاون الدولي لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، بالإضافة إلى تأكيده المستمر على رفض الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمقدسات الإسلامية. هذه المواقف التراكمية جعلت الأردن حليفًا أساسيًا في الساحة الدبلوماسية الدولية في دعم قضية فلسطين.

كما أكد الملك مرارًا في لقاءاته المتواصلة مع قادة العالم مثل الرئيس الأميركي جو بايدن والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، ضرورة العمل الفوري لوقف الحرب على غزة، مُشددًا على أن أمن الأردن وسيادته سيكون دائمًا فوق أي اعتبار، في وقت تسعى فيه عمان إلى تقليص تأثيرات الأزمة الإقليمية على أمنها الداخلي.

وفي إطار متابعة المساعدات الإنسانية، أطلق الأردن في 2024 مبادرة “استعادة الأمل” لتركيب الأطراف الاصطناعية للجرحى الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى توفير مستشفى ميداني في خان يونس لتلبية احتياجات الجرحى والمصابين.

وبينما تتواصل الجهود الأردنية الدؤوبة لوقف الحرب على غزة، فإن الأردن يواصل التأكيد على أن القضية الفلسطينية لن تجد طريقًا للسلام إلا عبر حل الدولتين، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لها.

وفي محطات متعددة من هذا العام، أكد الملك على ضرورة التنسيق العربي والدولي لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، مشددًا على أهمية دعم الشعب اللبناني في هذه الأوقات الصعبة. وفي سياق التحركات الإقليمية، جدد في أكثر من مناسبة ضرورة احترام خيارات الشعب السوري، مُؤكدًا أن استقرار سوريا يمثل مصلحة استراتيجية للأردن والمنطقة.

الملك عبد الله الثاني يواصل السعي الحثيث، سياسيًا وإنسانيًا، لإيجاد حلول عملية للأزمات في المنطقة، مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين بكل شجاعة وحزم، في وقت تزداد فيه التحديات والمخاطر على المستويين الإقليمي والدولي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى