أقلام بوست

التل يكتب : خسرتم الانتخابات فلا تظلموا وطننا

بقلم بلال حسن التل

عمان بوست – دعوت في المقال السابق الى ان يتحلى بالموضوعية، كل من يتصدى لتحليل نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في بلدنا يوم العاشر من الشهر الجاري.

ومن شروط هذه الموضوعية في التحليل لنتائج الانتخابات النيابية، ان نعترف بالحقائق التاريخية والاجتماعية والفكرية والسياسية على الأرض، فكلها تتحكم في توجهات الناخب واختياراته، فلا تستمر في انكار هذه الحقائق بعض الأحزاب والتيارات لتداري فشلها، فانكار هذه الحقائق سيبقي شعر رؤوس ابناء هذه التيارات واقفا خوفا من نتائج الانتخابات.

من الحقائق التاريخية التي تبرر بها بعض الأحزاب والتيارات فشلها في الانتخابات النيابية على سبيل المثال الادعاء بأن فشل هذه الاحزاب في الانتخابات النيابية سببه حداثة سنها وتجربتها، وهو قول قد ينطبق على الاحزاب التي تأسست بعد صدور منظومة التحديث السياسي، ومع ذلك فان هذه الاحزاب حققت نتائج أكبر وأفضل من نتائج احزاب و تيارات يسارية وقومية عمرها سنوات طوال وعقود عدة، ومع ذلك وقف شعر رؤوسها من فشلها في تحقيق شئ في الانتخابات . عندما عجزت حتى عن اجتياز عتبة الفوز، وهنا لابد من القول بان اتباع هذه التيارات والاحزاب ينكرون ان بلدنا استئنف الحياة الحزبية القانونية العلنية، منذ مايزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، مارست فيها هذه التيارات والاحزاب عملها بحرية وعلنية، لكن هذه الحرية والعلنية خلال العقود الثلاثة ونيف، من العمل الحزبي القاتوني والعلني، كشفت عن ضعف و عيوب هذه الاحزاب التي كانت تسترها مرحلة العمل السري، حتى اذا ماظهرت هذه التيارات والاحزاب الى العلن انقسمت على نفسها، وتبادلت الإتهامات فيما بينها، وصار الحزب الواحد منها احزابا متناحرة، وظهر ان الولاء فيها للأشخاص،

ومكاسبهم، وليس للافكار والبرامج، هذا ان كان لديها افكار اصيلة و برامج وطنية . وهي حالة تسهل نقل البندقية من كتف الى كتف، والانشغال بذلك كله عن تقديم برامج تقنع الناس، وهو اول ما هدفت اليه خارطة التحديث السياسي، التي كشف تطبيقها عورات الكثيرين، مثلما اكدت ثقة الدولة الاردنية بنفسها، واحترامها لخيارات مواطنيها التي قشعر منها شعر بعضهم.

وهذه الاحزاب والتيارات التي تتذرع بقصر عمر التجربة الحزبية في بلدنا فوق انها تنكر حقائق التاريخ السياسي لبلدنا، فانها تسئ لصورة بلدنا وتشوهها زورا وبهتانا. وفي ذلك ظلم كبير لوطننا الاردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى