“جزار درعا” في قبضة العدالة: تفاصيل اعتقال عاطف نجيب بعد محاولته الفرار

عمان بوست – تساقط أزلام نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد كما قطع الدومينو، وكان آخرهم العميد عاطف نجيب، الذي تم اعتقاله الجمعة 31 يناير 2025. نجيب، المعروف بلقب “جزار درعا” والذي كان يشغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في المحافظة الجنوبية، كان يحاول الهروب من سوريا مع مجموعة من الضباط، قبل أن تتمكن قوات الأمن العام من القبض عليه.
وعلى مدار أكثر من عشرة أيام، تابع الأمن العام تحركات نجيب، حيث انتقل من دمشق إلى ريف جبلة في محاولة للاختفاء. عملية الرصد أسفرت عن كمين ناجح قرب بلدة الحفة، حيث تم توقيفه.
وأوضح مدير الأمن العام في محافظة اللاذقية، مصطفى كنيفاتي، أن نجيب كان متورطًا في جرائم بحق الشعب السوري، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المستمرة لمحاسبة جميع المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز الأمن.
ذُاع صيت نجيب في سوريا بعد أحداث درعا في مارس 2011، عندما قام بالتحقيق مع أطفال المدينة الذين كتبوا على الجدران “جاء دورك يا دكتور”، إشارة إلى سقوط نظام الأسد. نجيب أمر باعتقال الأطفال وتعذيبهم، ومن بينهم الطفل حمزة الخطيب الذي توفي نتيجة التعذيب، ما أثار غضبًا واسعًا في درعا.
رغم التنديد الشعبي والاحتجاجات التي خرجت آنذاك، رفض نجيب الاستجابة لمناشدات أهالي درعا، مما زاد من غضبهم. ولم تتمكن التحقيقات التي أُجريت تحت إشراف الأسد من الوصول إلى نتائج ملموسة، واكتفت بقرار منع سفر نجيب.
منذ سقوط الأسد في 8 ديسمبر 2024 وفراره إلى روسيا، بدأت السلطات الأمنية الجديدة في سوريا بملاحقة واعتقال العديد من الضباط المتورطين في الجرائم ضد الشعب السوري، مؤكدة على التزامها بمحاسبة المسؤولين عن معاناة الشعب السوري على مدار 14 عامًا من الحرب.