رياضة بوسترياضة عريبة

نيمار وكريستيانو: رحلتان متباينتان رغم البداية المشتركة

عمان بوست – “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة”، كما قال الفيلسوف الصيني “لاو تسي”. تلك الخطوة قد تكون إلى القمة أو القاع، إلى النجاح أو الفشل، وكل لاعب في كرة القدم يصنع مسار رحلته الخاصة. وعلى الرغم من أن العديد من اللاعبين يتشاركون بداية مماثلة، إلا أن النهاية غالبًا ما تكون مختلفة. هذا هو حال نيمار وكريستيانو رونالدو، اللذين انطلقا في مسيرتهما من نقطة واحدة، لكن نهايتهما تبدو وكأنها مسار مختلف تمامًا.

في الخامس من فبراير، احتفل كريستيانو رونالدو بنهاية عقده الرابع، بينما احتفل نيمار بعيد ميلاده الثالث والثلاثين، ليظهر فارق المسار بينهما بشكل جلي.

بداية متشابهة

رغم الفارق العمرى البالغ سبع سنوات، بدأت مسيرتيهما في ظروف متشابهة. وُلد كريستيانو في أسرة فقيرة، وكان والده يعاني من إدمان الكحول. أما نيمار، فقد نشأ في أسرة لا تملك المال الكافي، وكان حلمه الأكبر في طفولته أن يمتلك المال ليشتري مصنعًا للبسكويت. كلا اللاعبين أصبحا سببًا في تحسين أوضاع عائلتيهما، حيث ساهمت مهاراتهما الكروية في تغيير مسار حياة أسرهما.

مرحلة حاسمة

عام 2003 كان نقطة تحول في حياة اللاعبين. انضم كريستيانو إلى مانشستر يونايتد بعمر 18 عامًا، في صفقة بلغت 12 مليون جنيه إسترليني، بينما كان نيمار في سن الـ11 عندما انتقل إلى سانتوس البرازيلي. خلال هذه الفترة، أظهر اللاعبان إمكانيات كبيرة، مع تفوق نيمار في تسجيل الهدف رقم 100 في مسيرته بعمر 20 عامًا، مقارنة بكريستيانو الذي أحرز هدفه الـ100 في سن الـ23 مع مانشستر يونايتد.

تنافس في إسبانيا

في صيف 2013، أصبحا لاعبين رئيسيين في الدوري الإسباني. رونالدو كان جزءًا من “BBC” مع جاريث بيل وكريم بنزيما في ريال مدريد، بينما انضم نيمار إلى برشلونة ليشكل ثنائيًا هائلًا مع ميسي وسواريز في “MSN”. على الرغم من أن نيمار حقق نجاحًا جماعيًا، فقد كان تفوق رونالدو واضحًا، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، حيث حصل على 8 ألقاب مع ريال مدريد مقارنة بـ6 ألقاب لنيمار مع برشلونة.

مسار متباين

ورغم أن كليهما كانت له لحظات كبيرة، كانت رحلة نيمار بعد مغادرته برشلونة مليئة بالتقلبات. انتقل إلى باريس سان جيرمان ليكون نجم الفريق، ولكن نجاحاته في أوروبا كانت محدودة، خاصة في دوري الأبطال. ومع مرور الوقت، أصبحت أولوياته موجهة نحو المال والعلاقات الاجتماعية بدلاً من التميز الكروي، مما أثر على مستوياته الفنية.

من ناحية أخرى، استمر كريستيانو في تألقه، محققًا المزيد من البطولات الشخصية والجماعية، ليصبح واحدًا من أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ اللعبة. حتى عندما انتقل إلى الدوري السعودي في سن الـ38، كان قد حقق كل ما يمكن تحقيقه، من دوري الأبطال إلى الجوائز الفردية.

العودة إلى نقطة البداية

بينما يواصل رونالدو مسيرته الناجحة في السعودية، عاد نيمار إلى نقطة الصفر، بالانتقال إلى الهلال السعودي بعد موسم مخيب مع باريس سان جيرمان. ورغم تاريخه الحافل، بدأ نيمار مغامرته الجديدة في السعودية بإصابات متكررة، حيث لم يشارك في المباريات إلا في فترات محدودة.

الرحلة كانت ذات بدايات مشتركة، لكنها انتهت بطرق متباينة، لتؤكد أن كرة القدم ليست فقط عن الموهبة، بل عن التوجه والإرادة في صناعة المسار الشخصي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى