عمان بوست – وصف وزير الصحة الدكتور فراس الهواري نتائج المسح الوطني لانتشار استخدام التبغ بين البالغين في الأردن بأنها “صادمة” و”مقلقة”، مؤكداً أنها تتطلب عملًا وتخطيطًا مكثفًا لمواجهتها.
وخلال جلسة حوارية عقب الإعلان عن نتائج المسح، الذي شمل الأشخاص من 15 سنة فأكثر، أشار الهواري إلى أن نصف البالغين في الأردن يستخدمون التبغ أو أحد مشتقاته، لافتًا إلى أن التدخين يُعتبر سببًا رئيسيًا لـ 40% من السرطانات المنتشرة في المملكة. وأكد أن الظاهرة أصبحت أكثر شيوعًا لدى السيدات، مما يعكس تحولًا في أنماط استخدام التبغ، ما يضاعف من حجم المشكلة الصحية.
وأشار الهواري إلى أن “فاتورة مرض السرطان” قد تجاوزت ربع مليار دينار سنويًا، وهو ما يعكس التكاليف الصحية والاقتصادية المرتبطة بتلك الظاهرة.
تأثيرات كبيرة رغم الوعي والتقدم التعليمي
من جانبه، عبّر محمد المومني، وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، عن القلق الكبير من النتائج، مشيرًا إلى أنه رغم التقدم التعليمي والوعي الكبير في المجتمع الأردني، إلا أن مستوى استخدام التبغ قد وصل إلى مستويات مقلقة جدًا. وأكد المومني أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لمواجهة الظاهرة، ليس فقط بسبب التكاليف الصحية الباهظة، بل أيضًا بسبب التأثيرات الاقتصادية الكبيرة التي تترتب على الأفراد.
زيادة المدخنين وأزمة الإجراءات الحالية
وفي تعليقٍ آخر، أشار وزير التربية والتعليم عزمي محافظة إلى أن الإجراءات الحالية لمكافحة التدخين تبدو غير فعّالة في تقليص نسب المدخنين، حيث أظهرت البيانات زيادة مستمرة في الأعداد بدلاً من التناقص، داعيًا إلى ضرورة مراجعة شاملة للإجراءات المتبعة لمكافحة التدخين.
الإسلام يُحرم التدخين
في سياق آخر، أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة أن التدخين محرم شرعًا، استنادًا إلى القواعد الإسلامية التي تحظر أي شيء يضر بجسد الإنسان. وأشار الخلايلة إلى أن الفتوى الرسمية الصادرة عن دائرة الإفتاء الأردنية قد أكدت تحريم السيجارة الإلكترونية منذ عام 2015، باعتبارها تحمل نفس أضرار السجائر التقليدية بل وقد تكون أكثر ضررًا.
الأردن في المرتبة الأولى عالميًا في التدخين
وكشف وزير الصحة أن نتائج المسح أظهرت أن الأردن احتل المرتبة الأولى عالميًا في نسب التدخين، متفوقًا حتى على بعض الدول غير المعروفة في هذا المجال. واعتبر الهواري أن هذه النتيجة هي تأكيد على حجم المشكلة في المملكة، مشددًا على ضرورة تكاتف الجميع من إعلام وأفراد وأسر لمواجهة هذه الظاهرة.
وأشار الهواري إلى أن هذا المسح يمثل إنجازًا كبيرًا في رسم صورة دقيقة لحجم المشكلة، ويمهد الطريق لمزيد من العمل التنموي في مكافحة التبغ في الأردن.
الإعلام شريك أساسي في توعية المجتمع
من جهته، أكد وزير الإعلام أن الإعلام يجب أن يكون شريكًا أساسيًا في تحفيز الوعي المجتمعي حول مخاطر التدخين. وأوضح أنه على الرغم من أن رسائل التحذير من أضرار التدخين موجودة، فإنها لا تزال غير كافية وغير مؤثرة بشكل فعّال، داعيًا إلى تبني رسائل مؤثرة تستند إلى الأرقام المروعة والصور الملموسة التي تظهر التأثيرات الصحية لتدخين التبغ.
