ليفركوزن يدفع الثمن.. “متلازمة جوارديولا” تُربك حسابات ألونسو وتضعه في مرمى الانتقادات

عمان بوست – بعد موسم تاريخي حافل بالنجاحات، وجد المدرب الإسباني تشابي ألونسو نفسه هذا العام في قلب العاصفة، وسط تراجع حاد في أداء باير ليفركوزن ونتائجه، ما يُهدد بتحوّل الفريق من البطل المهيمن إلى نادٍ مهدد بإنهاء الموسم بلا ألقاب.
ألونسو، الذي قاد ليفركوزن الموسم الماضي للتتويج بالدوري الألماني دون هزيمة، إلى جانب كأس ألمانيا، وتوصله إلى نهائي الدوري الأوروبي، فضل البقاء مع الفريق رغم الإغراءات الخارجية، في محاولة لتكرار الإنجاز. لكن الواقع هذا الموسم كان مختلفًا.
تغييرات فنية تربك المشهد
المدرب الإسباني لجأ إلى تغييرات مستمرة في التشكيلة الأساسية، سواء على مستوى حراسة المرمى بين لوكاس هراديسكي وماتي كوفار، أو في مراكز الدفاع والهجوم، ما أفقد الفريق توازنه ووضوحه التكتيكي. التعديلات لم تكن مفهومة في كثير من الأحيان، وبلغت ذروتها في مباريات حاسمة، مثل الخسارة بثلاثية أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا.

ظلال “متلازمة جوارديولا”
الانتقادات الموجهة لألونسو تعززت مع مقارنته بمدربه السابق بيب جوارديولا، المعروف بكثرة التعديلات في تشكيلاته، لا سيما في المباريات الكبرى. لكن على عكس جوارديولا الذي حصد البطولات رغم الجدل، لم تسعف النتائج ألونسو هذا الموسم، ما جعله عرضة للانتقادات وطرح علامات استفهام حول قدرته على إدارة الضغوط واستدامة النجاح.
خيبات متتالية
ليفركوزن خرج من نصف نهائي كأس ألمانيا على يد أرمينيا بيلفيلد – فريق من الدرجة الثالثة – في واحدة من أكبر المفاجآت، كما تراجع عن صدارة الدوري الألماني لصالح بايرن ميونخ، وودع دوري الأبطال مبكرًا، لتتقلص آماله بشكل كبير في إنهاء الموسم بلقب.
ارتباك داخل الفريق
كثرة التغييرات انعكست على انسجام اللاعبين وغضب بعضهم من الجلوس المفاجئ على دكة البدلاء، ما أثّر على المزاج العام داخل غرف الملابس. غابت الروح الموحدة التي ميّزت الفريق الموسم الماضي، وباتت قرارات ألونسو التكتيكية محط تساؤلات من لاعبين وخبراء على حد سواء.
دعوة للمراجعة
المدرب الإسباني مطالب اليوم بمراجعة خياراته التكتيكية وقراراته الفنية، خاصة بعد الأداء المرتبك أمام فرق متواضعة مثل أرمينيا بيلفيلد، حين فضّل الاعتماد على الكرات الطويلة رغم تفوق فريقه في النوعية والإمكانيات.
ورغم عدم انتهاء الموسم بعد، فإن مؤشرات التراجع بدأت تزعزع الصورة الذهبية التي رسمها ألونسو العام الماضي، لتبدأ مرحلة التقييم الحقيقي لمسيرته التدريبية:
هل يتعلّم من أخطائه ويتجاوز “متلازمة جوارديولا”؟ أم يسقط في الفخ ذاته؟