أقلام بوست

التل يكتب : العيسوي ومفاتيح النجاح

عمان بوست – بقلم بلال حسن التل

تجاوزت علاقتي مع معالي السيد يوسف حسن العيسوي نطاق الرسميات، وانبنت بيننا جسورا من المحبة والاخوة، لذلك فانني اشعر باحساسه اليوم، وهو يتذكر وفاة فلذة كبدة حاتم الذي انتقل الى الرفيق الأعلى وهو في شرخ شبابه، في مثل هذا التاريخ قبل اربع سنوات، وعندي ان فقدان ابا حسن لأبنه حاتم هو احد الحسنيين اللتان من الله به عليهما، وانه احد مفتاحي النجاح الذي حققه في حياته، ليرتقي من جندي اغرار في القوات المسلحة الى رئيسا للديوان الملكي الهاشمي، كما انه احد مفتاحي الجنة،ان شاءالله. ذلك ان من مات له ولد وصبر واسترجع وحمد، بنى الله له بيتا في الجنة اسمه بيت الحمد،
فقد قال رسول الله عليه السلام (اذا مات ولد العبدقال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ ، فيقولون نعم، فيقول قبضتم ثمرة فؤاده؟ ، فيقولون نعم، فيقول ماذا قال عبدي؟ ، فيقولون حمدك واسترحع، فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه الحمد). ونظن ان يوسف العيسوي ان شاء الله صبر على فراق ولده واحتسبه عند الله، ومؤشرات ذلك كثيرة منها ما كتبه في رثاء ولده قائلا (نعلم انها مشيئة الله وانه لاراد لقضائه اذا نزل ونحن مؤمنون زادنا الصبر ويقيننا بان رحمة الله وسعة كل شيء )، ومنها ان الرجل واصل ويواصل عمله ونشاطه والبسمة تعلو وجهه، رغم الحزن الذي يملئ قلبه، فيغسله بالدعاء لولده بالرحمة في كل صلاة فجر، رحم الله حاتم واللهم والده واسرته الصبر والسلون، وجعل الصبر على فراقه مفتاح نجاح ابيه في الدنيا، ومرشده الى بيت الرحمة في الجنة ان شاء الله.

اما مفتاح النجاح الثاني الذي نظن ان يوسف العيسوي امتلكه، فهو ان الرجل كان بارا بابويه، فقد ضحى بمستقبله عندما ترك المدرسة ليقف الى جانب ابيه، عندما المت به ضائقة مالية، وضاقت عليه سبل الحياة، فوقف الى جانب ابيه، وصار معيلا لاسرته، وظل بارا بوالدته حانيا عليها خادما لها، وفي الاحاديث النبوية وشروح العلماء والفقهاء، ان لدعاء الوالدين اثر كبير في صلاح الابناء ونجاحهم، وان دعوة الأم مستجابة، حيث تحل البركة في ولدها البار. وبركة دعاء الأم تكون سببا في رضا الله تعالى، وسببا في دخول الجنة، وسببا في زيادة العمر، و سببا في زياردة الرزق، وفي اقوال الفقهاء ان الذي يخدم والديه او احدهما يبارك الله في عمره وفي اولاده، وفي ماله، وفي حياته، وهذا هو الخير المعجل لبر الوالدين اما المؤجل فهو الجنة. لذلك دعت ام مريم البتول لها قائلة (وإني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان)، وكان أنبياء الله يكثرون من الدعاء لذريتهم فقد دعا نبي الله زكريا ربه قائلا(وهب لي من لدنك وليا يرثني ويرت من ال يعقوب واجعله رب رضيا) ودعا قائلا (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء ) اما ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام فكان كثير الدعاء لابنائه من ذلك دعائه(ربي اجعل هذا لبلد أمنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام) ومن دعائه لذريته عليه السلام(رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ) ومن مما دعا به لذريته ايضا (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك)

لذلك نحسب ان بر الوالدين والصبر على فقدان فلذة الكبد هما واسطة يوسف حسن العيسوي للنجاح فنعمت الواسطة هي، رحم الله حاتم وامواتنا وامواتكم اجمعين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى