المراشدة يكتب : طابور المدرسة

عمان بوست – بقلم سامية المراشدة
استيقظت اليوم باكراً وتأملت أفواج الطلبة الذاهبين الى المدرسة ،مدرستي التي درست بها.
لكن اليوم الساعة السابعة والنصف صباحاً سمعت بعضاً من الإذاعة المدرسية في طابور المدرسة بأصوات الطلاب وصلت إلى معظم البيوت حول المدرسة ، وكانت ذات فقرات متنوعة ،في البداية كان النشيد الوطني ورفع العلم وبعدها التمارين الرياضية وفقرات الإذاعة المدرسية ،تذكرت تماماً كيف كنا أطفالاً ،تذكرت المريول الازرق والاخضر ،والحقيبة المدرسية ، وكتاب التربية الوطنية والعلوم ،نعم ما زالت الذاكرة فيها اشياء جميلة عن طفولة مضت ، لكننا نشأنا على احترام العلم الأردني والنشيد الوطني،و وحفظ القصيدة وكبرنا على حب الأغنية الوطنية ، انا وعيت على أغاني ايام فارس عوض الله يرحمه ولا انسى فارس وهو يرتدي زي الجيش وهو يغني ،يا مرحبا ويا هلا يافزعة الرحمن ،ياهلا بجيش الميامين فرسان تحمي الحمى تحمي الوطن والدين ، كانت اغنية كلها معاني وطنية جميله ، وكبرنا على ذلك النموذج الأغاني الوطنية ،حتى تورثناه و جاء جيل جديد ،يغني للوطن بنفس الروح الوطنية ،هذا الاردن أردنا وأغلى من روح ترابه ،وغز البيارق على الجبل وتزيني يا بلادنا ، حتى سمعت اليوم اغنية في ذلك الطابور ، هذه الأردن أردنا اغلى من روح ترابه، هذا في وقت مغادرة افواج الطلبة الطابور للذهاب إلى الصفوف ومن ثم إدراج المقاعد المدرسية ،وهذا الفعالية كل يوم ،اغنية الوطنية موجوده ضمن البرنامج طابور الصباحي ،لكن الغريب وقفت متأمله في كلماتها ،اريد أن أتأكد هل صحيح أن الأغنية الوطنية أحد أسباب الانفعال ؟ اي أننا تربينا عليها وأثرت على تكوين شخصيتنا وأصبحنا أكثر عدواناً؟ ، نرجع يا بيراقنا العالي “بيرقنا لم نكن نعلم ماهي البيارق ” لولا تلك الأغنية وبعض من رمزيات الجيش ،وقرأت كلماتها ،لم أرى فيها شيء يدفع النفس إلى تكوين الغضب ، ومن ثم ذهبت إلى سماع الاذاعات الاردنية المحلية ،وجدت اغنية على الراديو ،صباح الخير يا عمان يا حنه على حنه وغنتها المطربة أنغام بصوتها الهاديء ،بعدها نقلت الى إذاعة أخرى وجدت اغنية عن الجيش والقايد وتراب الوطن ،وين الهمة عالية والمعنوية عالية ، وهكذا حتى انتهى هذا الصباح وانا افكر ،هل معقول أن الأغنية الوطنية تسبب الإندفاع نحو المشاجرات ؟ ،يا جماعة اذا في اعراسنا لا تخلوا من الأغاني الوطنية ،بل الأغنية الوطنية التي أخذت من لحن حوران واندمجت مع الفلكلور الأردني حتى أصبحت الأغنية تعزف مع المجوز ويغنيها مطربينا الشعبيين،لربما أنها حماسية لكن هذا هو فلكلورنا، ونحن من صنع الأغنية الوطنية بل تجاوز عددها المئات بل نحن الوطن الوحيد الفقير في موارده وهو في وسط لهيب جغرافي لكن ما نزال نحبه ، من يعزز الذاكرة أننا ما زلنا نتذكر كل يوم بقيمة الأردن والجيش الأردني لانهم ابنائنا واغلى ما نملك ، ونتغنى بالعلم الذي نرفعه كل يوم،على مؤسساتنا التعليمية والحكومية ، المعضلة ليست في الكلمة الموجودة التي كتبها الشاعر وهو يتغزل في حب الوطن ،وليس في تكوين النفسي الذي يخرج فجأة في حالة انفعالية لآي سبب ما،لكن حينما يريد أن يحدث مشاجرة او يغضب هناك اسباب أخرى وكثيرة في حياتنا ،لكن قد أفسر أكثر استفزازاً وغضباً أن نجعل هناك من يُكرهنا في التغني بحب الوطن لانه لم يجد شيء آخر يغضبنا فيه.
سامية المراشدة