فراعنة يكتب : صفعات ترامب إلى نتنياهو

عمان بوست – بقلم الكاتب السياسي حمادة فراعنة
أربع صفعات سياسية وجهها الرئيس الأميركي ترامب إلى رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو:
1 – التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الحوثيين في اليمن.
2 – التوصل إلى محادثات والتفاوض مع إيران.
3 – فتح مفاوضات مباشرة مع حركة حماس والتوصل إلى اتفاق إطلاق سراح الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
4 – تقديم القدرة النووية السلمية وتوفيرها للعربية السعودية.
أربع خطوات سياسية، أقدم عليها ترامب بدون التشاور المسبق مع نتنياهو، وهو سلوك وخيار سياسي غير مسبوق بهذا المستوى والمحتوى، بين السيد الأميركي وأداته التنفيذية حكومة المستعمرة، مما يدلل، ويؤكد أن الولايات المتحدة هي صاحبة القرار، وهي السيد المتحكم بالقرارات، وليس كما يدعي المتابعون من ضيقي الأفق الذين يقولون إن المستعمرة والنفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة، هم من يتحكمون بالقرار الأميركي، وأن واشنطن تنفذ ما تريده المستعمرة الإسرائيلية وتسعى اليه، والحقيقة هي العكس تماما، حيث ان ما تفعله المستعمرة يتم برضى وقبول أميركي مسبق، أو إن ما تفعله المستعمرة هو تنفيذ لتعليمات أميركية، فهي السيد الذي يدعم المستعمرة ويقدم لها كل ما تحتاجه حتى تنفذ تعليمات واشنطن، وتخدم مصالحها في العالم العربي، بما فيها تنفيذ بعض المهام في العالم.
السؤال لماذا فعل ترامب ما فعله؟؟ هل تراجعت الولايات المتحدة عن دعم المستعمرة؟؟.
الجواب بالنفي تماماً، ما زالت المستعمرة تحظى بالمكانة اللائقة لدى الولايات المتحدة، ولها الأولوية، وهي الأداة المدللة لدى مؤسسات صنع القرار الأميركي، وهي ما زالت باقية بهذه القيمة والمكانة.
ولكن ترامب ينظر إلى المستعمرة من زاوية المصالح الأميركية، أنها ضارة في هذه الأوقات، وأن أفعالها لا تخدم تطلعاته التجارية، والمكاسب المالية التي يسعى إليها عبر: 1- بيع أسلحة متطورة للبلدان الخليجية، تتحفظ المستعمرة على امتلاكها وبيعها للعرب، 2- جلب استثمارات مالية خليجية للسوق الأميركي، 3- يريد التهدئة وفرض حالة استقرار وإزالة التوتر والخوف والقلق، الذي يمنع حرية الاستثمار والتوسع الاقتصادي، 4- فرض الأمن لتحقيق هذه التطلعات، وقد يكون ذلك خدمة شخصية له حتى ينال المكانة الدولية التي تمنحه الحصول على جائزة نوبل للسلام.
لقد قدم ترامب كل الدعم المالي والعسكري والسياسي للمستعمرة،سواء في ولايته الأولى 2017-2020، أو مع بداية تسلمه ولايته الثانية 20/1/2025، ولذلك هو ينظر إلى المستعمرة من زاويتين واقعتين:
أولهما أنها متفوقة في المنطقة وتملك القدرة على الدفاع على نفسها بما فيها توجيه الأذى والدمار لكل من يحاول المساس بها.
وثانيهما لقد تم تدمير أعدائها: حماس، حزب الله، الجيش السوري، وباتوا في وضع لا يملكون من خلاله تغيير موازين القوى لصالحهم، وبقي الطرف الإيراني الذي يعمل للتوصل معه إلى صيغة تسمح لمؤسسة الطاقة الذرية الدولية لمراقبة قدراتها، وتحول دون حصولها على القنبلة الذرية، وبالتالي لا يرى من وجهة النظر الأميركي ما يُقلق المستعمرة.
سياسة المستعمرة في ظل الائتلاف الحكومي المتطرف الذي يقودها: بن غفير وسموترتش واستجابة نتنياهو لهما، لا يستجيب للسياسة الأميركية ومصالحها التي تسعى إليها، ولهذا عمل ترامب على توجيه صفعات سياسية لها، وتحجيم دورها كما تستحق لا أكثر.