محلياتمحليات بوست

في ذكرى الاستقلال.. المحاربون القدامى يستعيدون مسيرة الفداء والوفاء

عمان بوست – في الخامس والعشرين من أيار، تتجدد في وجدان الأردنيين ذكرى الاستقلال المجيدة، التي أرست معاني السيادة والحرية، وشكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ الوطن، ومسيرة عزّ سطرها الهاشميون ورفاقهم من أبناء الجيش العربي الذين صاغوا بدمائهم ملامح الكرامة والهوية.

وفي هذا اليوم الذي يحمل في طياته عبق التضحية ومعاني الانتماء، يستحضر المتقاعدون العسكريون من أبناء القوات المسلحة الأردنية– الجيش العربي، محطات من تاريخ الوطن، يروونها للأجيال القادمة بصدق من عاش المعركة، وبفخر من خدم الأرض والراية والملك.

اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد، المدير العام للمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، قال: “في يوم الاستقلال، نستذكر شهداء الوطن وبناة نهضته، ونجدد العهد بأن نبقى على درب الوفاء للوطن وقيادته، حاملين إرث التضحية، ومستلهمين العزم من قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لنظل السند الحصين لهذا الحمى العزيز”.

وأكد أن الاستقلال لم يكن مجرد تحرر سياسي، بل انطلاقة لهوية وطنية متجذّرة في قيم الرجولة والانتماء، مشدداً على أن أبناء الجيش العربي حملوا هذه القيم في قلوبهم وميادين شرفهم، دفاعاً عن الأردن وفلسطين.

من جانبه، وصف اللواء الركن المتقاعد أحمد العياصرة يوم الاستقلال بأنه “يوم خالد في سجل الوطن”، توّج كفاح الأردنيين لنيل الحرية والسيادة وتأسيس الدولة الحديثة، بقيادة الهاشميين الذين صنعوا إنجازات كبرى رغم قلة الموارد، لترتفع راية الأردن عالياً في سماء العزة والكرامة.

أما العميد المتقاعد الدكتور سميح المجالي، فاستحضر بطولات الجيش العربي في معارك القدس والكرامة والجولان، وقال: “الاستقلال هو يوم الوفاء لرجال الوطن الذين سطروا التاريخ بدمائهم، ووقفوا بشموخ دفاعاً عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين”. وأضاف أن هذا اليوم يرسخ قيم الكرامة والسيادة، ويعزز فينا الانتماء الصادق لمسيرة وطن لا يعرف الانكسار.

العميد الركن المتقاعد نايف العجارمة رأى في الاستقلال مسيرة مجد وفخار يقودها الهاشميون من أجل نهضة الأمة، قائلاً: “الاستقلال مسؤولية نحملها كعسكريين، وجيلنا تعلم حب الوطن في ميادين النار والانضباط، ليكون قدوة في الشجاعة والولاء”.

فيما شدد العقيد المتقاعد الدكتور تحسين شرادقة على أن ذكرى الاستقلال ليست مجرد احتفال، بل محطة للتأمل في معاني الكفاح والحرية. وقال: “هي مناسبة نجدد فيها العهد بأن نظل أوفياء للوطن وقيادته، حاملين رسالة الدفاع والبناء، لنبقى على العهد، سائرين نحو مستقبل أكثر إشراقاً”.

أما الرائد المتقاعد سعد الدين هاكوز، فعبّر عن اعتزازه بالمشاركة في لحظات الاستقلال الأولى قائلاً: “كنت جندياً حين رفرفت راية الوطن لأول مرة مستقلة فوق ترابه، وكنت أشعر أن كل نبضة في قلبي تهتف للأردن، واليوم أرى أبناءنا يحصدون ثمار تضحياتنا، وأشكر الله أنني كنت جزءاً من هذا الشرف”.

ومن عمق ميادين القتال، تحدث الوكيل الأول المتقاعد ياسين درويش أخو عميرة، أحد أبطال حرب 1967 ومعركة الكرامة، قائلاً: “الاستقلال بالنسبة لي هو شرف عظيم عشته، حين وقفت في الخنادق إلى جانب إخوتي في معارك العز، وها أنا اليوم أشهد ثمار ذلك النضال، في وطن آمن وقوي وشامخ، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني”.

وختم بالقول: “نحن جيل قاتل وواجه، واليوم نرى ثمرة صبرنا في وطن يفاخر أبناؤه بهويته وسيادته. الاستقلال قصة وفاء، وأنا فخور بأنني كنت جزءاً منها وسأبقى جندياً في خدمة الوطن ما حييت”.

في رحاب هذه الذكرى الخالدة، تتعانق كلمات المحاربين القدامى مع نبض الأردنيين، لتؤكد أن الاستقلال لم يكن نهاية مسيرة، بل بدايتها.. وأن راية الوطن ستظل خفاقة بأيدي رجاله الأوفياء، حماة الأرض والكرامة.

بترا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى