الحاج توفيق: 3 بنوك أردنية تحصل على موافقات للتعامل المالي مع سوريا وزيارة دمشق تفتح آفاقًا جديدة للشراكة الاقتصادية

عمان بوست – أكد رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمان، العين خليل الحاج توفيق، أن زيارة الوفد الأردني إلى دمشق تمثل نقطة تحوّل هامة في مسار العلاقات الاقتصادية بين الأردن وسوريا، بعد انقطاع دام أكثر من 14 عامًا، ما يمهد الطريق لفتح صفحة جديدة في التعاون المشترك.
جاء ذلك خلال حديثه لصحيفة “المملكة” على هامش منتدى تواصل 2025، حيث أوضح أن الزيارة التي شارك فيها ممثلون عن القطاعات التجارية والصناعية والخدمية، أسفرت عن خطوات عملية عدة من أبرزها تشكيل مجلس أعمال أردني-سوري مشترك يضم نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين.
وأوضح الحاج توفيق أن المجلس سيكون منصة أساسية لتطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري، ويتضمن لجانًا قطاعية مختصة تعمل على إزالة العقبات وتعزيز الشراكة بين القطاعين الخاصين الأردني والسوري.
وأضاف أن هناك اتفاقًا على عقد منتدى اقتصادي أردني-سوري في عمّان خلال الشهر المقبل، بمشاركة واسعة من ممثلي مختلف القطاعات، ليكون فرصة مهمة لمناقشة الفرص الاستثمارية ومشاريع إعادة الإعمار في سوريا.
وأشار إلى وجود جدية وانفتاح واضح من الجانب السوري للتعاون، مع اعتراف بدور الأردن الحيوي كشريك رئيسي في جهود إعادة الإعمار، مبينًا أن فرص التعاون متاحة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، الطاقة المتجددة، الصناعات الدوائية، المقاولات، البنية التحتية، والخدمات اللوجستية.
وكشف الحاج توفيق عن تشكيل خلايا عمل مشتركة بين غرف التجارة الأردنية والسورية لمعالجة ملفات تفصيلية تشمل تنسيق الصادرات والواردات وتنظيم روزنامة زراعية، مع التركيز على دور حيوي لقطاع الزراعة في التعاون المستقبلي.
وبخصوص الجانب المالي، أشار إلى حصول ثلاثة بنوك أردنية على موافقات للتعامل المالي مع سوريا، ما سيسهل التجارة وتمويل الصفقات رغم العقوبات المعقدة، مع تأكيده على أهمية تسهيل إجراءات تحويل الأموال وتخفيف القيود المتعلقة بالكفالات والضمانات لتعزيز قدرة القطاع الخاص على العمل في السوق السورية.
كما شدد على ضرورة توحيد رسوم الترانزيت بين البلدين لتيسير حركة البضائع من سوريا إلى الأردن ودول الخليج، ومن تركيا وأوروبا إلى سوريا عبر الأردن، معتبرًا أن هذا الإجراء يعود بالفائدة على الجانبين ويعزز الإيرادات.
وأشار إلى حاجة سوريا الماسة لإعادة الإعمار في مجالات البنية التحتية، المساكن، الموانئ، والمطارات، مؤكداً استعداد الشركات الأردنية للمشاركة في هذه المشاريع، مشيرًا إلى مشاركة وفد نقابة المقاولين الأردنيين في الزيارة واستعدادهم الكامل.
وأكد الحاج توفيق أهمية الاستثمار في الموارد البشرية، مشيرًا إلى قوة الكفاءات الأردنية وجهوزيتها لدعم برامج التدريب المهني وبناء القدرات في سوريا، التي عانت خلال السنوات الماضية من ضعف في التعليم المهني والتقني.
واختتم حديثه بالتأكيد على تفاؤله بمرحلة جديدة من التعاون العربي، مشددًا على أن القطاع الخاص الأردني سيعمل بجدية لتعظيم الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية، دعمًا لاستقرار وازدهار سوريا، وتنفيذًا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز التكامل العربي ودعم الأشقاء.