فراعنة يكتب : معركة النقب الفلسطيني

عمان بوست – بقلم الكاتب السياسي حمادة فراعنة
معركة وطنية بامتياز يخوضها الشعب العربي الفلسطيني في منطقة النقب- بئر السبع، في مواجهة سياسة حكومة المستعمرة وتوجهاتها في تضييق مساحات القرى المعترف بها، وهدم وترحيل سكان القرى العربية غير المعترف بها، وكذلك التضييق على المدينة العربية الفلسطينية الوحيدة في النقب: مدينة راهط.
سياسة حكومة نتنياهو وفريقه السياسي اليميني المتطرف والديني اليهودي المتشدد، تستهدف تقليص الوجود العربي الفلسطيني في منطقة النقب والعمل على أسرلته وعبرنته وتهويده وصهينته، من خلال إسكان أكبر عدد من الإسرائيليين وجعلها منطقة مفتوحة لهم، ومغلقة على السكان العرب الفلسطينيين، أهل البلاد الأصليين، بدو النقب السبعاوية، الذين اشتهروا بالصلابة والشجاعة والكرم، والتمسك بأرضهم وإرثهم وتاريخهم.
لقد سعت المستعمرة طوال الخمسينات والستينيات حتى السبعينيات عزل أهل النقب عن شعبهم في مناطق شمال فلسطين أبناء الكرمل والجليل والمثلث ومدن الساحل المختلطة، كما فعلت التوجه نفسه مع أبناء الطائفة العربية الدرزية الفلسطينية بني معروف، ومع المسيحيين، بهدف تمزيق المجتمع العربي الفلسطيني الذي بقي في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948.
وكان الصراع محتدما بين سياسات التمزيق والتفرد الإسرائيلية في تعاملها مع بدو النقب، وبين التوجهات الوطنية القومية الدينية التي قادها عضو الكنيست بوقت مبكر النائب الوطني والشخصية المركزية المحامي طلب الصانع الأمين العام للحزب الديمقراطي العربي، ومن ثم الحركة الإسلامية، وقيادات محلية مختلفة، كان حصيلتها انتصار التوجهات الإيجابية الوطنية القومية الدينية وتراجع وانحسار تأثير التغريب والدمج والأسرلة وهزيمتها.
نضال قيادات المجتمع العربي الفلسطيني في منطقة النقب يسير إلى الأمام، بقيادة:
1 – لجنة التوجه العليا لعرب النقب برئاسة طلب الصانع.
2 – المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها برئاسة عطية الاعسم.
3- منتدى رؤساء السلطات المحلية العربية في النقب: طلال القريناوي وكايد ابو معمر، سلامة أبو عديسان، جبر ابو كف.
4 – أعضاء الكنيست وليد الهواشلة ويوسف العطاونة.
أدى إلى حالة التضامن والتماسك والوحدة، وتحديد برامج العمل الكفاحية المدنية ضد سياسات حكومة نتنياهو وإحباطها وإفشال توجهاتها.
وقد قررت في اجتماعها الأخير وضع برنامج عمل يقوم على ما يلي:
1 – مقاطعة لقاءات المعايدة مع ممثلي الوزارات الحكومية خلال عيد الأضحى المبارك.
2 – اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية الأساسية، تضامناً مع أبناء شعبهم الذين يفترشون الأرض على أنقاض بيوتهم التي تعرضت للهدم، رافضين تركها والرحيل عنها.
3 – تقديم الدعم العيني والمادي للعائلات المنكوبة التي تم هدم بيوتهم، وتوفير مواد البناء والمساعدات وكل أشكال الدعم والإسناد.
4 – مقاطعة ما يُسمى «سلطة تطوير النقب» إذا واصلت سياستها في تقليص صلاحيات السلطات المحلية.
5 – اتخاذ كل الإجراءات القانونية والإعلامية وتدويل قضاياهم، بهدف كشف وتعرية سياسات الحكومة ضدهم.
6 – الدعوة للاعتصام أمام سلطات الحكومة، والإضراب الشامل للسلطات المحلية العربية، والعمل على تصعيد النضال إذا واصلت حكومة نتنياهو سياسة هدم البيوت، ورفضها الاعتراف بالقرى غير المعترف بها.
وقد لخص موقف قيادات المجتمع العربي الفلسطيني في منطقة النقب في بيانهم وبرنامجهم ما قالوه:
« معركتنا هي معركة بقاء وكرامة في وطن لا وطن لنا سواه، ومعركتنا على الأرض والمسكن والحياة الكريمة».