الأردن يقود الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب على غزة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية
عمان بوست – تتصدر الدبلوماسية الأردنية المشهد الدولي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتبارها محوراً أساسياً في سياسة المملكة الخارجية، وبوصفها وصياً على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تكثّف الأردن جهوده لحشد دعم دولي لوقف الحرب، وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، بعد توقفها منذ 2014.
تحركات أردنية مكثفة لفضح انتهاكات الاحتلال
قاد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي جولة دبلوماسية موسّعة شملت عواصم أوروبية وعربية لحشد موقف موحد ضد العدوان، مستعرضاً الحقائق والوثائق التي تثبت جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين. ودعا الصفدي من على منصات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية إلى وقف الممارسات الإسرائيلية غير القانونية، والتي تهدد فرص تحقيق حل الدولتين.
وفي سياق جهوده، ألقى الصفدي خطابات أمام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد فيها على ضرورة كبح التوسع الاستيطاني وإنهاء سياسات التهجير القسري، محذراً من تحول الأزمة إلى حرب إقليمية تهدد أمن المنطقة بأسرها.
استدعاء السفير الأردني: تصعيد نوعي
اتخذ الأردن خطوات دبلوماسية حاسمة، أبرزها استدعاء سفيره من إسرائيل في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وربط عودته بوقف العدوان على غزة. وأبلغ الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها إلى عمّان حتى التزام إسرائيل بإنهاء عملياتها العسكرية ووقف الكارثة الإنسانية. وفي خطوة تصعيدية، حذر الأردن في 16 تشرين الثاني/نوفمبر من أن اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية “ستصبح وثيقة على رف يغطيه الغبار” ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها.
إسقاط الازدواجية الدولية: دعوات لفرض العقوبات
لم تقتصر الجهود الأردنية على التصريحات، بل دعا الصفدي المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ خطوات ملموسة، بما في ذلك فرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين الذين يقودون سياسات التصعيد والتهجير. وأكّد الصفدي أن الأردن لا يقبل الازدواجية في تطبيق القانون الدولي، مستشهداً بالتناقض في التعامل مع الأزمات الدولية، ومطالباً باعتراف كامل بدولة فلسطين.
تحالفات دولية ودعم أممي: تمرير القرار الأردني
أسفرت الجهود الدبلوماسية الأردنية عن تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 تشرين الأول/أكتوبر مشروع قرار قدمه الأردن، طالب بوقف العدوان فوراً، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحظي بتأييد 120 دولة. وأظهر هذا الدعم الدولي مدى تأثير الدبلوماسية الأردنية، التي نجحت في حشد الرأي العام العالمي ضد العدوان الإسرائيلي.
رفض لسيناريوهات ما بعد الحرب
أعرب الصفدي عن رفض الأردن القاطع لأي سيناريوهات تتحدث عن مرحلة “ما بعد غزة”، مشدداً في تصريحاته في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 على أن أي محاولة لإعادة تشكيل مستقبل القطاع أو تهجير سكانه “غير مقبولة ومرفوضة”، وأكد أن الأردن لن يقبل بأن يكون جزءاً من أي مخططات تهدد حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه.
دعم وكالة أونروا: التزام أردني راسخ
وفي إطار دعم الأردن لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، قاد الصفدي جهوداً حثيثة لضمان استمرار عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، معتبراً أن استمرارية عملها أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها. وترأس الأردن مع السويد 18 اجتماعاً وزارياً لدعم “أونروا”، آخرها في 26 أيلول/سبتمبر 2024.
التحرك الأردني: استراتيجية متكاملة في مواجهة التحديات
التحرك الأردني في المحافل الدولية لم يكن مجرد رد فعل، بل جاء ضمن استراتيجية متكاملة لتعزيز مكانة المملكة كصوت حاسم في الدفاع عن الحق الفلسطيني. ومن خلال لقاءات متكررة مع مسؤولين عرب وغربيين، واتصالات يومية مع نظرائه، أكد الصفدي موقف الأردن الثابت تجاه القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وحذر من أن استمرار العدوان الإسرائيلي قد يقود المنطقة نحو كارثة شاملة.