صمود هش لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل… وواشنطن تأمل باتفاق سلام طويل الأمد

عمان بوست – يبدو أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل لا يزال صامداً، اليوم الأربعاء، بعد يوم من إعلان الجانبين انتهاء المواجهة الجوية التي استمرت 12 يوماً، في واحدة من أكثر جولات التصعيد دموية وخطورة في تاريخ الصراع بين الطرفين.
وكان كل من إيران وإسرائيل قد أعلن الثلاثاء “الانتصار” في هذه الحرب القصيرة، التي شهدت مشاركة أميركية عبر ضربات جوية استهدفت منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية دعماً لتل أبيب.
وفي تصريحات له، قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن المحادثات بين واشنطن وطهران “واعدة”، معبّراً عن أمله بالتوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وأضاف في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “نحن نتحاور، بشكل مباشر وعبر وسطاء، ونعتقد أن هناك فرصة حقيقية للوصول إلى اتفاق شامل يعيد إيران إلى المسار الصحيح”.
وفيما أعلن ترامب في وقت سابق أن الضربات الأميركية “قضت على” البرنامج النووي الإيراني، أشار تقرير أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية إلى أن الهجمات لم تدمر المنشآت النووية بالكامل، بل أغلقت بعض المداخل، فيما بقي جزء كبير من البنية التحتية، بما فيها أجهزة الطرد المركزي، سليماً.
وأكد البيت الأبيض، من جهته، أن التقييم الاستخباراتي “غير دقيق”، بينما أبلغت واشنطن مجلس الأمن الدولي أن الضربات “قلّصت” البرنامج النووي الإيراني، دون أن تصل إلى حد “محو” القدرات كما صرّح الرئيس الأميركي.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربات أزالت “تهديدين وجوديين” يتمثلان بالنووي الإيراني وبعشرات الآلاف من الصواريخ، مؤكداً استمرار التصدي لأي محاولة إيرانية لإحياء برنامجها النووي.
في المقابل، اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده حققت “انتصاراً عظيماً”، مشيراً في اتصالات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى استعداد طهران لحل الخلافات مع الولايات المتحدة.
وكانت إسرائيل قد أطلقت هجوماً جوياً مفاجئاً في 13 حزيران، استهدف منشآت إيرانية نووية وقتل عدداً من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، فيما ردت طهران بسلسلة من الضربات الصاروخية التي طالت مدناً وقواعد عسكرية إسرائيلية، في أول اختراق واسع للدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وبحسب السلطات الإيرانية، فقد قُتل 610 أشخاص وأُصيب 4746 آخرون جراء القصف الإسرائيلي، في حين أعلنت إسرائيل مقتل 28 شخصاً جراء الهجمات الإيرانية.
وفي تطورات ميدانية، قالت إيران إنها اعتقلت 700 شخص بتهمة التعاون مع إسرائيل خلال فترة القتال، كما أعدمت 3 آخرين أدينوا بالتجسس لصالح تل أبيب وتهريب معدات استخدمت في عمليات اغتيال.
ومع صمود الهدنة، أعلنت السلطات الإسرائيلية رفع القيود على الأنشطة العامة، وأعادت فتح مطار بن غوريون، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية بإعادة فتح المجال الجوي الإيراني.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً صباح الأربعاء، بعد خسائر في الجلسات السابقة، وسط تراجع المخاوف من إغلاق مضيق هرمز بفعل التصعيد الإيراني.
رغم ذلك، تبقى الهدنة هشّة، إذ لم يعترف الطرفان بها فوراً، وتبادلا الاتهامات بانتهاكها. ووجّه ترامب انتقاداً للطرفين، وقال لإسرائيل تحديداً: “اهدئي الآن”، مؤكداً أن قرار وقف الهجمات جاء بطلب مباشر منه.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس التزام بلاده بوقف إطلاق النار طالما التزمت به إيران، في حين أشار الرئيس الإيراني إلى موقف مماثل. وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن “فصلاً مهماً من المواجهة قد انتهى”، لكن العمليات ضد حماس، المدعومة من إيران، في غزة ستبقى مستمرة.
رويترز