الدعجه يكتب : “عبادة… ظل الرجولة الذي ذبحوه على باب الحارة!”

عمان بوست – بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

في وطن بحجم الأردن…
ووسط شعب طيب مثلنا…
وفي حارة بسيطة فيها أم وأخت بيعتمدوا على شاب بعمر الورد
كان عبادة واقف…
مش مستند على جاه… ولا محتمي بعشيرة… ولا مدعوم من نائب…
واقف لحاله… ورافع راسه… لأنه من جوّا مليان رجولة وأصل ومبدأ…

عبادة… ما كان ابن جاه… ولا ابن عشيرة نافذة… ولا صاحب واسطة…
كان شابًا بعمر الورد… يتيم الأب… شايل أمه وأخته فوق كتافه… مكافح… نظيف… شريف…

عبادة… ظل الرجولة في زمن السكاكين…
ظل الشهامة في وقت صارت الخاوة قانون…
ظل المساكين اللي ما إلهم غير الله!

21 سنة… يتيم الأب…
سند لأمه… حيطه لأخته…
واقف على رجليه… يشتغل بشرف… ويمشي بشموخ

شاب نظيف… شقيان… ما مد إيده لحدا… ما أذى حدا
كل ذنبه إنه قال: “لا للخاوة… لا للذل… لا للبلطجة!”

بس لأنه رفض يدفع خاوة… انطعن…
مش بس سكين طعن صدره… طعنه مجتمع سكت… ودولة تأخرت… وشفاعات قاتلة أخرجت مجرمين من باب العدالة الخلفي!…

وسؤالنا اليوم ما عاد يحتمل المجاملة:

كم لازم عبادة يموت عشان نتحرك؟
كم أم لازم تندفن وهي حية؟
كم بيت لازم ينكسر عشان نستفيق؟

إلى مديرية الأمن العام،

إلى … معالي وزير الداخلية الأفخم..مازن الفراية..

إلى… عطوفة مدير الأمن العام…اللواء الدكتور عبيد الله المعايطة الأكرم :

نعرف جيدًا أنكم الأمل الأخير
نعرف أنكم رجالٌ لا تساومون
لكننا نطالب اليوم… لا نرجو!
نطالب بحملة لا ترحم… لا تهادن… لا تتأخر!

بدنا نشوف الأزقة تُطهر
بدنا نسمع صوت “اقتحام” يرجع هيبة الدولة…
بدنا الزعران يعرفوا أن الأردن مش مكان للبلطجة…
بدنا نخاف من القانون… مش من اللي حاملين السكاكين وبيمشوا على الناس زي الملوك!..

بدنا نشوف حملات أمنية تزلزلهم
بدنا نرجع ننام مرتاحين… مش نخاف من اللي ساكنين معنا بالحارة!..

بدنا نسمع: “بلّش الهجوم الأمني”

بدنا نشوف “حملة تطهير ضد الزعرنة والخاوات”
بدنا القانون يوجع… ويكسر هيبة كل بلطجي بيظن إنه أقوى من الدولة!

كنا نشوف سيارات الأمن العام تداهم الحارات… كنا نحس إن الشارع إلنا… اليوم؟ الشارع للزعران… ولللي حاملين سكاكين… واللي معهم واسطات… واللي طالعين من السجون بوساطة نائب… أو شيخ مزيف… أو “جاهة”.

ما مات عبادة… قتلناه إحنا!

قتلناه لما سكتنا عن الزعران
قتلناه لما صرنا نطالعهم بكفالة
قتلناه لما صرنا نقول: “هاي شغلة أولاد… ما تكبرها”
قتلناه لما صار اللي حامل سكين هو اللي بمشي على الناس… واللي رافض يدفع خاوة هو اللي بيندفن

عبادة مش بس شاب راح…

عبادة “ظل الرجولة”… وظله انطعن قدام عيوننا
ولما وقع… سقطت كرامتنا معه!

إلى من يتدخل لإخراج الزعران :
أنتم شركاء في الجريمة..
أنتم طعنتم الوطن مع القاتل..
كل نائب تدخل… كل شيخ شفع… كل جاهة راحت تداري المجرم…
أنتم خنتم الدم… وخنتم الشعب!

عبادة… ظل الرجولة

وبعده، إما نكون شعب يحمي كرامته… أو نستعد كل يوم نحفر قبر جديد!.. وللحديث بقية.

د. بشير _الدعجه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى