إيران تشكّك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتطالب بمحاسبتها دوليًا

عمان بوست – أعربت إيران، الأحد، عن “شكوك جدية” بشأن احترام إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 24 حزيران، عقب 12 يومًا من المواجهات العسكرية بين الطرفين، وصفت بأنها من الأعنف في تاريخ الصراع غير المعلن بين البلدين.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، إن “إيران لم تكن البادئة بالحرب، لكنها ردّت بقوة على الاعتداء”، مشددًا على أن طهران لا تزال مستعدة للرد مجددًا “إذا خرق العدو وقف إطلاق النار”.
وبدأت الحرب في 13 حزيران بهجوم إسرائيلي مفاجئ استهدف منشآت عسكرية ونووية إيرانية، تخللته عمليات اغتيال داخل أحياء سكنية، ضمن مساعٍ إسرائيلية معلنة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة التزامها بالاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وجاء الهجوم في وقت كانت فيه إيران منخرطة في محادثات نووية مع الولايات المتحدة، مما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي.
وفي تطور دبلوماسي، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا فيها إلى تحميل إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية عن بدء الحرب، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بـ”العدوان”، ومحاسبة الجانبين على تبعاته، بما في ذلك “دفع تعويضات وتنفيذ إصلاحات”.
وشنت الولايات المتحدة ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران ليل 21 إلى 22 حزيران، ما أثار مخاوف من تصعيد إضافي. وفي السياق ذاته، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من استهدافات جديدة في حال واصلت طهران تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة غير النووية الوحيدة التي تخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، في حين أن سقف التخصيب المحدد في اتفاق 2015 النووي كان 3.67%، مع العلم أن الوصول إلى مستوى 90% يُعد ضروريًا لتصنيع رأس نووي.
ولا تزال إسرائيل تلتزم بسياسة الغموض النووي، إلا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقدّر امتلاكها لنحو 90 رأسًا نوويًا.
وأسفرت الحرب عن مقتل ما لا يقل عن 627 شخصًا في إيران، وإصابة نحو 4900 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الإيرانية، بينما قُتل 28 شخصًا في إسرائيل نتيجة الضربات الإيرانية، بحسب الأرقام الرسمية.
وأعلنت طهران اعتقال عشرات الأشخاص خلال الحرب بتهم تتعلق بالتجسس لصالح إسرائيل، وضبطت معدات وطائرات مسيّرة وأسلحة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وفي سياق متصل، صوّت مجلس الشورى الإيراني، الأحد، على حظر استخدام وسائل الاتصال غير المصرّح بها، بما فيها خدمة “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس إكس” التي يملكها إيلون ماسك.