فراعنة يكتب : صفقة الاتفاق المقبل

عمان بوست – بقلم الكاتب السياسي حمادة فراعنة
رغم الوجع والألم والقتل والدمار، صمد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة، عنوان العزة والكرامة، وفي مخيمات الضفة الفلسطينية وقراها ومدنها، وفي القدس عاصمتها.
في حرب المستعمرة المجنونة الفاشية العنصرية العدوانية المتطرفة التي استهدفت المقاومة أولاً بدءاً من 8 أكتوبر حتى 28 أكتوبر 2023 عبر القصف، وتمكنت خلالها من اغتيال العديد من قياداتها العسكرية والأمنية والسياسية، وحينما عجزت وفشلت عن تحقيق نتائج سياسية لصالح المستعمرة بعد مبادرة 7 أكتوبر الكفاحية غير المسبوقة، بدأ الاجتياح العسكري لقطاع غزة يوم 28 أكتوبر، والذي استهدفت من خلاله قوات المستعمرة المدنيين الفلسطينيين في أحياء ومدن وقرى ومخيمات قطاع غزة، ودمرت شعب غزة الباسل، لأنه الحاضنة الولادة للمقاومة الفلسطينية.
الفشل الإسرائيلي، والصمود الفلسطيني سيفرض نفسه باعتباره عنوان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تعمل من أجله الولايات المتحدة عبر الوسطاء القطريين والمصريين، فالاتفاق يعكس الوقائع والمعطيات على الأرض وفي الميدان، وهي تعكس الصمود الفلسطيني الذي لم يتوج بالانتصار، مثلما يعكس الاخفاق الإسرائيلي الذي لم ينته إلى الهزيمة، ولكن الصمود الفلسطيني والاخفاق الإسرائيلي هو المسار الذي لا يعرف الحدود في معركة طويلة الأمد بين المشروعين والصراع بينهما:
1 – المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في مواجهة 2- المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
معركة 7 أكتوبر وتداعياتها ليست المعركة الأولى في النضال والمواجهة الفلسطينية ضد المستعمرة الإسرائيلية، بل هي المحطة الرابعة سبقتها:
1 – المحطة الأولى بولادة منظمة التحرير الفلسطينية 1964، ومعركة الكرامة في 1968، ومسيرة الكفاح المسلح.
2 – والمحطة الثانية الانتفاضة الأولى 1987، التي توجت بالانجاز الثاني لنضال الشعب الفلسطيني بنقل الموضوع والنضال والمؤسسة الفلسطينية من المنفى إلى الوطن بفعل نتائج الانتفاضة واتفاق أوسلو 1993، الذي انتج السلطة الوطنية الفلسطينية كمقدمة لقيام مؤسسات الدولة على أرض فلسطين، بعد الاعتراف الإسرائيلي من قبل إسحق رابين بالعناوين الثلاثة: 1- بالشعب الفلسطيني، 2- بمنظمة التحرير، 3- بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وعليه عاد الرئيس الراحل أبو عمار ومعه أكثر من 350 الف فلسطيني إلى الوطن، وبعد الانسحاب التدريجي من المدن الفلسطينية بدءاً من غزة وأريحا أولاً، وحصيلته الإسرائيلية اغتيال إسحق رابين لأنه وقع الاتفاق مع أبو عمار في واشنطن يوم 13 أيلول سبتمبر 1993، واغتياله يوم 4/11/1995.
3 – المحطة الثالثة تمثلت بالانتفاضة الثانية عام 2000، التي أرغمت شارون على الرحيل من قطاع غزة، بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال عن قطاع غزة.
محطة 7 أكتوبر 2023، وتداعياتها هي المحطة الرابعة على الطريق الطويل المتوج بالصمود والرفعة، وتوجيه ضربات موجعة لقوات المستعمرة وفشلها في تحقيق أهدافها المعلنة:
1 – إنهاء وتصفية المقاومة الفلسطينية.
2 – اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل.
3 – تهجير وإبعاد الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارج وطنهم.