التل يكتب : الفوسفات النجاح ليس مستحيلا

عمان بوست – بقلم بلال حسن التل

كان لقاء جماعة عمان لحوارات المستقبل مع رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الاردنية الاستاذ الدكتور محمد ذنيبات، في الندوة الحوارية التي نظمتها الجماعة مع معاليه، من اكثر اللقاءات ثراء بالنقاشات والاسئلة، التي رسمت في حصيلتها قصة نجاح اردنية ترفع لها القباعات احتراما، وتؤكد ان الانسان الاردني قادر على اجتراح المعجزات، فقد تسلم الدكتور ذنيبات مسؤولياته رئيسا لمجلس ادارة شركة مناجم الفوسفات الاردنية وسط أجواء مشحونة بالاشاعات الكاذبة، ووسط مطالبات بتصفية الشركة، خاصة من بعض النواب، وكانت بعض هذه المطالب محقة لأن اوضاع الشركة المالية كانت توجب تصفيتها اجباريا، ويقال ان قرار التصفية كان شبه متخذ، لولا أن الصورة تغيرت تماما مع استلام الدكتور محمد ذنيبات دفة قيادة الشركة، فتحولت الشركة خلال فترة وجيزة الى شركة رابحة قادرة على تسديد ديونها،بل ورفد الخزينة العامه للدولة الاردنية بملايين الدنانير على شكل ضرائب و رسوم وارباح.

لقد جاء هذا التحول باوضاع الشركة نتيحة لسلسلة من الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس الإدارة الاستاذ الدكتور محمد ذنيبات، اولها ان الرجل عكف على دراسة اوضاع الشركة دراسة الخبير المتأني الذي يحرص على النجاح، وفي اطار دراسته لاوضاع الشركة راجع الرجل وفهم القوانين والانظمة التي تحكم عمل الشركة ، هذه الدراسة لواقع الشركة وقوانينها مكنته من معرفة الثغرات في عملها وكذلك سبل انقاذها. فكنت اول سبل الإنقاذ انه ارسى مفهوم العمل المؤسسي،و ترسيخ مبدء استقلالية القرار، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، تلى ذلك بناء جسور التواصل مع عمال الشركة خاصة في مواقع الانتاج، إنطلاقًا من ايمان الدكتور ذنيبات بان العمال هم قوة الانتاج الرئيسية في الشركة. كما اقدم الدكتور ذنيبات على خطوة شجاعة تمثلت بانهاء الية تلزيم عطاءات الشركة، وهي الآلية التي كانت من الأسباب الرئيسية لخسائرها ، وبانها الية التلزبم انهى مبدء تضارب المصالح الذي كان يحكم عمل الشركة، كذلك عمل الدكتور ذنيبات على ضبط نفقات الشركة، وفي هذا الإطار انهى ظاهرة المستشارين التي كانت مستفحلة بالشركة، مشكلة احد اهم قنوات الهدر لامكانياتها المالية، وبالتالي خسائرها.

وبالتزامن مع تنظيم البيت الداخلي لشركة مناجم الفوسفات الاردنية، عكف رئيس مجلس إدارتها على العناية بالتسويق وتمكن من فتح اسواق جديدة لمنتحات الشركة في 25 دولة.

ادت كل هذه الخطوات الى تحول شركة مناجم الفوسفات الاردنية من شركة مهددة بالتصفية الى شركة رابحة فقد بلغت ارباحها في العام الماضي 462 دينارا، وصارت الشركة تساهم في بناء شبكة الأمان الاجتماعي على المستوى الوطني، من خلال رفدها لصندوق استثمارات الضمان الاجتماعي بعشرات ملاين الدنانير سنويا ارباحا لاستثمارته فيها، وبدل رسوم اشتراك العاملين في الشركة، مما يعزز من قدرة الصندوق والمؤسسة على الوفاء بالتزاماتهما نحو المستفيدين والمشمولين بالرواتب التقاعدية من مؤسسة الضمان الاجتماعي.ناهيك عن الدور الذي صارت تقوم به شركة مناجم الفوسفات الاردنية على صعيد المسؤولية الاجتماعية، ويكفي هنا أن نذكر انها تبرعت باربعين مليون دينار لقطاعي التعليم والصحة وهو مبلغ سينفق خلال السنوات الثلاثة القادمة. علما بأن الشركة تقوم بخدمة المجتمعات المحلية في مناطق عملها حيث تفتح الطرق وتجري الصيانة للمدارس والمراكز الصحية، وتدعم الأندية والجمعيات والجامعات، وهي بذلك كله تؤكد ان النجاح ليس مستحيلا عندما تتوفر الارادة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى