فراعنة يكتب : وجع طاهر المصري المزدوج

عمان بوست – بقلم حمادة فراعنة
لأن لديه سوية وطنية: أردنية فلسطينية، فيها تمازج وامتداد لما يرى أنه دقيق متماسك، وقناعاته ان أمن الأردن مرتبط بصمود الشعب الفلسطيني، والبقاء على أرض وطنه الذي لا وطن له غيره، كتب الزميل الكاتب المبدع عبد الهادي المجالي رسالته – مقالته إلى الشخصية الوطنية الأردنية بعمق والفلسطينية بانتماء، كتب الى طاهر المصري.
لم يكن طاهر المصري مجرد مواطن يمزج بين أردنيته وفلسطينيته، بل يحمل كليهما معا، لأن كل عنوان منهما مرتبط مع الاخر، مكمل له، وفق ما هو مطلوب، وما هو ضرورة، وما هو متوفر، وما يجب أن يكون.
كتب عبد الهادي المجالي إلى طاهر المصري وكأن كلاهما يرد على أصحاب النظرة الضيقة الأحادية المغلقة، رافضين الوهم لدى البعض ان الهوية الأردنية نقيض للهوية الفلسطينية، وليس كما يفهم طاهر المصري وعبد الهادي المجالي، معا، أن الهوية الأردنية والهوية الفلسطينية، كلتاهما نقيض للهوية الإسرائيلية، وأن حرية فلسطين واستقلال الأردن هما النقيض العملي: الوطني القومي الديني الإنساني لمجمل المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
رد طاهر المصري على رسالة- مقالة عبد الهادي المجالي حملت الازدواجية بين وجعه الشخصي -له الصحة والشفاء وطول العمر- ممزوجا بوجعه الوطني، وما يتعرض له شعب فلسطين، بشكل خاص في قطاع غزة، من قتل ودمار وجرائم وتدمير وتطهير عرقي وإبادة جماعية، وما يحصل في الضفة الفلسطينية ومخيماتها ومدنها وقراها.
طاهر المصري في رسالته، يجمع بين وطنيته الأردنية، ووطنيته الفلسطينية وتكاملهما معا، وفق ما قاله الزعيم الوطني أبو نشأت عبر رسالته الى عبد الهادي المجالي ، وجاء فيها:
«نحن نعيش في زمن غير معقول، لا أدري كيف استطاع مجرم جزار أن يسرق العالم، إننا نعيش في زمن لم يعد فيه إلا الوحوش.
فلسطين تم بيعها على درجات، وافتقدنا الشرف والكرامة والإنسانية في عالم حكمه الظالمون والمجرمون.
ما شاهدناه ونشاهده يومياً من الوحشية خلال الشهرين الماضيين لم يحدث بتاريخ البشرية، فوالله إن من خان القضية، سوف يدفع الثمن غاليا.
فلسطين ستبقى عربية.
وأؤكد لك أخي عبد الهادي أننا شعب واحد، وسنبقى دائما هكذا في خدمة الأردن وفلسطين.
قرأت المقال الذي كتبته على صفحتك، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقرأت التعليقات وأشكرك من قلبي على كلامك النابع من القلب والمحبة الصادقة.
وأشكر جميع الذين تمنوا لي الشفاء العاجل والكلام الجميل فمحبة الناس لي هي الدواء الشافي، والشفاء بالنسبة لي أن أرى فلسطين حرة عربية مستقلة وأن يعود الحق لأصحابه وسيعود مهما طال الزمن.
طاهر المصري».
سيبقى طاهر المصري قويا بما يؤمن، وما يتمنى، وكما كان دائما وفيا للأردن ولفلسطين، و لا شك أن الأردنيين والفلسطينيين سيبقون كذلك عنوان التداخل والاحترام المتبادل والشراكة، في مواجهة المستعمرة الإسرائيلية حتى هزيمتها واندحارها.