وزير الخارجية: العالم لا تنقصه الأفكار بشأن الحرب على غزة لكن تنقصه الإرادة

الاعتداءات الإسرائيلية على غزة دمرت الإيمان بالقانون الدولي
عمان بوست – أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة لم تؤدِّ فقط إلى تدمير البنية التحتية والمدارس والمستشفيات، بل دمرت أيضًا الإيمان بالقانون الدولي، مشيرًا إلى أن هذا الرأي يتقاسمه العديد من دول العالم التي ترى أن تطبيق القانون الدولي يتم أحيانًا بشكل انتقائي حسب ميزان القوى وهوية الضحية.
دعوة إلى موقف دولي موحد وتفعيل أدوات القانون الدولي
وجاءت تصريحات الصفدي خلال مشاركته في أعمال منتدى بليد الاستراتيجي العشرين في سلوفينيا، حيث أشار إلى أن العالم شهد خلال العامين الماضيين جرائم حرب وانتهاكات واضحة للقانون الدولي، بينما يقف نظام متعدد الأطراف عاجزًا عن حماية أسس هذا النظام أو اتخاذ موقف فعّال.
وأكد الوزير أن تطبيق القواعد الدولية بشكل انتقائي يفقد النظام متعدد الأطراف مصداقيته وقدرته على العمل، مشيرًا إلى أن الموقف الأوروبي من الأزمة الأوكرانية لو طُبق على ما يحدث في غزة وحقوق الفلسطينيين، لكان هناك نقاش مختلف في المنطقة منذ عقود.
التحدي الأكبر: إصلاح المنظمات متعددة الأطراف
وأشار الصفدي إلى أن التحدي الأكبر يكمن اليوم في ضرورة إصلاح المنظمات متعددة الأطراف، وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي تمثل أبرز تجليات النظام متعدد الأطراف. وتساءل: “حينما تخفق في تطبيق ميثاقها، وتسمح لدولة عضو بارتكاب إبادة جماعية وتجويع شعب بأكمله، ما هي الرسالة التي يرسلها النظام العالمي؟”.
وشدد الوزير على أهمية وجود نظام موحد ينطبق على الجميع، مؤكداً أن العالم يعجز اليوم عن تطبيق أدوات القانون الدولي لوقف المجاعة التي تسببت فيها إسرائيل، ومضيفًا أن المطلوب هو ببساطة احترام القوانين الدولية وتطبيقها على الجميع بشكل متساوٍ.
غياب الإرادة وليس الأفكار
وقال الصفدي: “لا دولة، بما فيها إسرائيل، يجب أن تكون فوق القانون”، داعياً إلى موقف دولي موحد وتفعيل أدوات القانون الدولي. وأضاف أن إصلاح النظام متعدد الأطراف وعمليات صنع القرار في الأمم المتحدة أمر ضروري، لكنه ربط ذلك بمواجهة الواقع قائلاً: “غزة أظهرت أننا لسنا صادقين تمامًا في القيم التي نتحدث عنها يوميًا. 2.3 مليون إنسان يجوعون ويموتون جوعًا، والعالم يقف بلا حراك. هذه مأساة كبيرة، وليست المشكلة في غياب الأفكار، بل في غياب الإرادة، وهي غير موجودة”.