فراعنة يكتب : فشل وإخفاق نتنياهو

عمان بوست – بقلم الكاتب حمادة فراعنة

أُحبطت مساعي نتنياهو وفريقه وجيشه وأجهزة مخابراته في تحقيق الهدف الأمني الاستراتيجي، الذي تلهف نحو تحقيقه، وهو تصفية قيادة حركة حماس، دفعة واحدة، أسوة بما فعل مع حكومة صنعاء اليمنية، وما سبق وأن ارتكب جريمة تصفية الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وقيادات الحزب الأمنية والسياسية.
واضح أن قيادة حركة حماس تحلت باليقظة والانتباه، وفوتت على نتنياهو فرصة الانقضاض على قيادة الحركة، واغتيالهم، مستغلا عقد اجتماع لقيادة الحركة، كان يفترض أن يتم ويلتئم في مكتب أو مقر للحركة في الدوحة، وتبين أنهم لم يكونوا في ذلك المكتب الذي تم استهدافه، وهكذا فوتوا عليه فرصة تحقيق نجاح، وتسجيل انتصار على الحركة، بعد الإخفاقات التي وقع فيها: أولاً عملية 7 أكتوبر 2023، وثانياً تداعيات ما بعد 7 أكتوبر و شن حربه العدوانية الهمجية، وإخفاقه في إنجاز أهدافها، في قطاع غزة وأهمها: 1- فشله في تصفية المقاومة الفلسطينية، حيث تمكن من اغتيال العديد من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية الفلسطينية، ولكنه فشل في تصفيتها، ودلالة ذلك عمليتي غزة ورامون قبل أيام، 2- على الرغم من احتلال كامل قطاع غزة، ولكنه لم يتمكن من معرفة أماكن الأسرى الإسرائيليين، و لم يتمكن من إطلاق سراحهم بدون عملية تبادل.
سيسجل على نتنياهو إخفاق جديد، في محاولة اغتيال قيادات حركة حماس، بعد أن سبق واغتالت أجهزة المستعمرة العديد من قيادات حركة حماس خارج فلسطين:
1- محمود المبحوح يوم 19/1/2010 في دبي.
2- صالح العاروري يوم 2/1/2024 في بيروت.
3- إسماعيل هنية يوم 31/7/2024، في ايران.
وحاولت قوات المستعمرة، تتويج أفعالها الاجرامية يوم الثلاثاء 9 أيلول 2025، في محاولة اغتيال قادة الحركة في الدوحة، وفشلت في مسعاها، وأخفق في تحقيق هدفها، وسيدفع نتنياهو ثمن هذا الإخفاق والفشل.
الرئيس ترامب عمل على التنصل من المعرفة المسبقة بهذه العملية، لسببين: أولهما حتى لا يكون شريكاً في الفشل مع صديقه وحليفه وأداته نتنياهو، وثانيهما أن العملية شكلت طعناً لدولة صديقة للولايات المتحدة، واستباحة لسيادتها، ولا يريد أن يسجل عليه التورط في هذا التطاول المقرون بالفشل.
الولايات المتحدة لا شك أنها متورطة بهذه الجريمة، إن لم تكن في التخطيط المسبق لها، فعلى الأقل أن قاعدة عديد العسكرية الأميركية المفترض أن تقوم بالواجب الضرورة: وهو حماية أمن قطر، و لا تسمح لقوات أجنبية في التطاول على السيادة القطرية.
عملية الدوحة الفاشلة سيكون لها ردود فعل غير آنية بالاستنكار والشجب، بل ستدفع كافة الأطراف العربية التي ترتبط بعلاقات رسمية مع المستعمرة، كي تكون حذرة، تتحلى باليقظة، في كيفية التعامل مع «غدّار» يفتقد للأخلاق، لا يلتزم بالقوانين المرعية والدولية، ولا يحترم العلاقات والاتفاقات الموقعة، ولا يعطي اعتبارا للتفاهمات الثنائية، ويخرقها علناً بوقاحة متدنية.
عملية الاغتيال الفاشلة ستشكل نقطة ومحطة، إضافية للإخفاق وفشل حكومة نتنياهو على خلفية عملية سبعة أكتوبر وتداعياتها، سيدفع ثمنها نتنياهو، ولن تمضي بدون نتائج وسيتحمل تبعاتها لاحقاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى