المراشدة تكتب : معقول يا ناس؟

عمان بوست – بقلم سامية المراشدة

هذا ليس بسؤال موجه لأحد لكن هل من يتذكر ذلك المسلسل الذي أمتعنا بكيف ننتقد المجتمع الأردني بروح النهفة والرسالة الهادفة ؟ ،لكن اين هي ام الكروم الان ؟ نسأل عن رواد تلك القامة الفنية التي شكلت لنا اجمل صورة درامية أثرت فينا من سنة ١٩٩٩ ،من كان يسابق الزمن بعد اخبار الثامنة حتى يشاهد حلقات هذا المسلسل بكل تفاصيله ،الجميع بحالة انتظار ،ليرى جبر و عواد وعقله وأبو خليل ، مسلسل قرية بلا سقوف نسأل عن قاسم و رضوه وضاحي والشيخ رواق ؟ نحن نسأل اين هم الان في مجتمعنا ؟ لأنهم أثروا فينا بالفعل لم ننسى اسمائهم، كجيل كنا نرَ أن الشاشة تلفزيون الاردني هي التي تعبر عن أصالة الاردني ،بوقت الذي كان التأثير الإيجابي يتحكم فينا ولا نرضى له بديل ، حتى لو كان نهاية بطل المسلسل يقتل او يموت نحزن عليه وإذا كان هناك عرس في حارة ابو عواد نعيش بفرحة عواد و سمعة يوم كان العرس بالحارة وبحضور الجميع وفي أثناء العرس حدثت مشكلة بين العريس سمعه والعروس بالصمدة وذهبت العروس مع والدها ،الجميع صدم وكنا نعتقد أنها نهاية محزنة وتأثرنا بالمشهد ،لكن لم يتوقف العرس بل خرج علينا سمعه وأكمل العرس ورقص وكانت نهاية الحلقة بدرس اخلاقي جميل ، اين نحن وننسجم بلهجتنا الاردنية حينما تتكلم عبير عيسى “معلمة ورده” كفتاة بنت البلد التي نعتز بها بمسلسل العلم نور مع الاستاذ سالم شخصية المتوازنة و الطلاب عطا و وسلامه وابو علي والشيخ عفاش .

لكن لاعتبارات التي غيرت منظومة الفكر العربي ووضع صورة مختلفة لدراما العربية ذهبت الاسماء ،لكن عاد لنا بفكر الإنفتاح الموجه فقط لشباب هذا الجيل وليس لباقي الفئات العمرية ، بمعنى نوعية المستهدفة هي لشباب الاجيال الجديده التي من عمر ١٥ عام إلى ما فوق " وليس للجميع " ، بحسب إحصائيات الاردنية ما يقارب مليونين ونصف من فئة العمرية الشبابية ،اي حوالي ٢٠ % من إجمالي سكان الاردن ، هذه الفئة التي وجهت لهم نوعيه من التأثير الخاص "لكن بصناعة محلية "  بتطور عالم التكنولوجيا عبر مشاهد بعيده عن ثقل الدرامي لكن يخصص باستخدام اخراج درامي يعبر عن فراغ هذا الجيل وترك باقي ثمانية مليون اردني يرفض تلك الدراما والواقع الذي وصلنا إليه ،لكن بكل اسف ساعدته منصات التكتوك والتفاعل الرقمي أكثر  ، في وقت حينما كنا نحن في هذا العمر كنا نتأثر بشخصيات تناسب مجتمعنا ذلك الوقت ، تختصر على شاشة ثابته بمحطة تلفزيونية نعتبرها مصدر الوحيد المعبر لنا . 

وبعد كل هذا نحن أمام معضلة بالفعل بمن يعبر عن مجتمع الاردني الذي ضاعت فيه البوصة ، بين زيادة عدد المشاهدات وبين المضمون الجميل ، نحن ليس ضد التطور “لكن هذا مش من ثوبنا ” وليس من عادتنا ، لكن نتفاعل بوجود خيار بديل مع دراما العربية ،ولا نسأل لماذا ؟،لأن اصبحنا نبحث عن شيء مفقود ،عنصر التشويق ، عنصر الاخراج والتمثيل ،ولا نلام ،حينما تخرج دراما مصرية تعبر عن نفسها ،والسورية كذلك والخليجية ،لكن دراما الاردنية لم تعبر عن نفسها بشكل يناسب الاردن الجميل .

سامية المراشدة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى