الخطيب يكتب : ما دام فينا الحسن
بقلم م. مدحت الخطيب
عمان بوست – برعاية أميرية سامية، انطلقت أعمال مؤتمر العقبة الهندسي الدولي في العقبة، ثغرنا الباسم المفعم بالحياة والأمل والعطاء، حيث انطلقت فعاليات المؤتمر على غير عادتها، ففي كل المؤتمرات الهندسية وغير الهندسية يكون لرتابة البرنامج أهمية، فالوقت محدد للجميع حتى لراعي المؤتمر .
أما اليوم فكان لرعاية أبو راشد عنوان جديد، أعطى للمؤتمر زخم وعنوان تألق المؤتمر به، ففي كل المؤتمرات تفتتح الجلسات وتنتهي مسرعة، أما مؤتمرنا العقباوي فلا عقبات ولا قيود فيه، كيف لا وفيه جهد بُذل لأكثر من ثمانية شهور من الإعداد والتنظيم تميز فيه الزملاء في فرع العقبة وحق لهم هذا التكريم والإحترام والتميز.
تعودنا في كل المؤتمرات أن تفتح الجلسات وتغلق الأبواب مسرعة يتبعها نقاشات، ونختمها بالتوصيات التي يتطلع إليها الجميع، علها تفتح بابا إصلاحيا شفافا يسلط الضوء على منابع الخطأ ويؤسس لبناء هندسي جديد يواكب تطلعات العلم ومفردات المعرفة التي نمتلكها ونفاخر بها الدنيا.
اليوم في مؤتمرنا العقباوي كانت أنفاس الحضور تراقب همسات الحسن، وعيون الجميع تترقب بماذا سيتحدث ؟!.
كان على عادته رحب القلب، يعطي الأمر اهتماما ملحوظا، فكان جادا في كلامه ومداخلاته ونقاشه، سياسيا ذكيا في توجيهاته، عالما وملما بدقائق الأمور ومفردات المؤتمر بكل حيثياتها وبكل ما فيها، تحدث بصوته المسموع مع الجميع دون استثناء.
ناقش المتحدثون ورحّب بهم واحدا تلو الآخر، تحدث بلغة المعرفة وبروح المطالع وهدوء العالم المتعلم .
نعم كان لمفردات سموه قبول عند الجميع، فتارة يكون مستمعا لتعليق هنا، وتارة يكون مبتسما ضاحكا كعادته لتعليق هناك، وتارة يخرج عن المألوف العلمي ويذكرنا بالوقود الأمير التراكمي الذي يملكه وماذا يريد ويتأمل منا كنقابيين أن نفعل .
استمع بإمعان عندما تحدث الزميل النقيب أحمد سمارة الزعبي عن الأردن وفلسطين والأمة، وتنهد عندما تحدث الزميل عامر حباشنة رئيس فرع العقبة عن حاجتنا وقدراتنا وان لنا وطن يستحق منا الكثير، وتأمل بكل ما قيل واثير وعرج بالردود على معظمها بعين المطلع المتابع.
بصدق ما دام فينا الحسن سنبقى نعلم ونتعلم، ففي كل مرة نلتقيه يعطينا تذكرة مرور بأن الأردن الكبير بقيادته وشعبه وبكل مافيه يحتاج منا الكثير ليبقى عاليا خفاقا ورمزا لكرامتنا على الدوام.
ما دام فينا الحسن وحديثة البسيط القريب من القلوب، ستبقى الأردن كما هي فكلنا شعب وكلنا قيادة عندما يتعلق الأمر بقصص البناء والتقدم والازدهار .
بصدق كان للكلمات التي تحدث فيها عنوان وللمفردات نغمة كهمس الصديق لصديقة، كان لسان حاله يقول نُريد إصلاحات بحجم التحديات وبمصاف الدول الكبرى في هذا العالم الذي نعيش.
صدقوني ما دام فينا العزم والإصرار سيبقى الوطن وهل هنالك أجمل من الوطن؟! ..
صدقوني ما دام فينا العلم داعما ستبقى نقابتنا رمزا وطنيا نفتخر فيها على الدوام.
اليوم ومن العقبة أحببت أن أجمع كلماتي تحت القواعد المعتمدة للغة الكتابة بعيدا عن مفردات العمل النقابي.
اليوم تسير بنا الأيام لمعرفة أحكامها ورداً للفروع إلى أصولها، وللجزئيات إلى كلياتها.
اليوم تعلمنا درسا في التأصيل والتأطير فهي الطريقة لجمع المتفرقات التي نحب.
اليوم وحتى يجتمع شمـل قواعـد النيـة وفروعها كتبت هذه المقال بمفرداتة اليسيرة، وأسميتها بـ ( ما دام فينا الحسن)، فالله أسأل أن يتم لسمو الأمير الخير والبركة في العمر ولنقابتنا ووطننا الخير علـى أكمـل الوجـوه التي يتطلع إليها الجميع، وأن يفتح لمخرجات مؤتمرنا
بابا جديدا للتطبيق وان يختم له بالإفهام والنجاح على الدوام.