ترامب يعود إلى البيت الأبيض: فوز ساحق يختبر حدود سلطات الرئاسة وهاريس تعترف بالهزيمة
عمان بوست – في مفاجأة انتخابية هزت الساحة السياسية، استعاد دونالد ترامب السيطرة على البيت الأبيض بفوزٍ غير متوقع في الانتخابات الرئاسية يوم الأربعاء، ليؤكد قوة خطابه المثير للانقسام وقدرته على تجاوز الاتهامات الجنائية التي واجهها. ترامب، الذي يعد واحداً من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ السياسي الأميركي، اختاره الناخبون رغم العقبات القانونية والسياسية، ما يعكس رغبتهم في التغيير، حتى وإن كان القائم عليه شخصية مثيرة للجدل.
ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، فاز في الانتخابات التي جرت الثلاثاء، بعد حملة انتخابية شديدة الاستقطاب، شابتها محاولات اغتيالٍ وحالة من التوتر السياسي، ثم إعلان انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق في يوليو. وفي خطابها الذي اعترفت فيه بالهزيمة، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس: “هذا ليس الوقت للاستسلام، بل للتمسك بالكفاح من أجل الحرية والفرص للجميع.” ورغم تهنئتها لترامب، أكدت أنها لن تتبنى رؤيته السياسية.
أما بايدن، الذي من المقرر أن يوجه كلمة للأمة في الساعة 11 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الخميس، أعرب عن التزامه بانتقال السلطة بسلاسة. في المقابل، أعلن ترامب فوزه الساحق، مشيرًا إلى أن الشعب الأميركي قد منحه “تفويضًا قويًا وغير مسبوق”، مما يضعه في موقع قوي لفرض سلطته السياسية خلال الفترة المقبلة.
ترامب لم يقتصر على التأكيد على فوزه في الانتخابات فقط، بل تزامن مع فوز الجمهوريين في مجلس الشيوخ، مما يمهد الطريق لتمرير أجندته التشريعية في حال تأكيدهم السيطرة على مجلس النواب. سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ستمنح ترامب فرصة لإقرار تشريعاته، مثل قانون تخفيض الضرائب الذي أُقر في فترة رئاسته الأولى.
من جانب آخر، أثار فوز ترامب جدلاً واسعًا حول التأثيرات المستقبلية لسلطاته، حيث أعلن عن خطط لتعزيز سلطته الرئاسية، بما في ذلك القدرة على إقالة الموظفين الحكوميين الذين يعتبرهم “غير مخلصين”. هذا الإعلان يثير مخاوف من أن يحول ترامب وزارات ومؤسسات حكومية إلى أدوات سياسية لتحقيق أهدافه الشخصية، بما في ذلك استخدام وزارة العدل للتحقيق مع معارضيه.
ترامب أيضًا قد يتبع سياسة خارجية أكثر تشددًا، حيث أبدى التزامًا قويًا بمعالجة قضايا مثل التجارة والهجرة والسياسات الإقليمية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ما يعكس تزايد الدعم له من حلفاء مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بالرغم من كونه قد واجه عديدًا من الأزمات القانونية والسياسية، بما في ذلك اتهامات جنائية وشكوك حول نزاهة الانتخابات، أظهر ترامب قوة لا يستهان بها في مواجهة معارضيه داخل حزبه وخارجه، مما يطرح تساؤلات حول الحدود الحقيقية لسلطة الرئاسة الأميركية في ظل رئاسته الثانية المنتظرة.