الخطيب يكتب : من الملعب إلى السوق: كيف يصنع تأهل منتخب الأردن فرصًا اقتصادية واعدة؟”

عمان بوست – بقلم محمد جميل الخطيب
عندما تأهل المنتخب الأردني لكرة القدم إلى البطولات الكبرى وحقق إنجازات غير مسبوقة، لم يكن ذلك مجرد انتصار رياضي عابر، بل لحظة استراتيجية يمكن استثمارها اقتصاديًا بطرق ذكية. فالعالم اليوم ينظر إلى الرياضة بوصفها أداة قوية للترويج الوطني، ووسيلة غير تقليدية لفتح الأبواب نحو السياحة والتجارة والخدمات.
بعد تأهل المنتخب، شهدت محركات البحث العالمية اهتمامًا مفاجئًا بعبارة “الأردن”، ما يعكس فضول ملايين الأشخاص حول العالم لاكتشاف هذا البلد. هذا الاهتمام يشكل فرصة حقيقية لتسويق الأردن كوجهة سياحية متميزة، وكبيئة خدماتية وتجارية واعدة.
فعبر حملات ترويجية تستثمر في نجاح “النشامى”، يمكن تعزيز صورة الأردن في أذهان الجمهور العالمي وربطها بالقوة، والطموح، والتقدّم.
هنا يمكن أن تلعب السياحة دورًا محوريًا، من خلال إطلاق عروض سفر تحت شعارات مثل “اكتشف الأردن مع أبطال النشامى”، تجمع بين زيارة المواقع الأثرية الشهيرة مثل البتراء ووادي رم، وتجربة الضيافة الأردنية الأصيلة. كما يمكن للشركات الأردنية، خاصة العاملة في قطاعات الخدمات والضيافة، الاستفادة من هذا الزخم لترويج علاماتها التجارية وربطها بالنجاح الوطني.
من ناحية أخرى، توفر هذه اللحظة فرصة لتوسيع نطاق العلاقات التجارية، عبر ربط اسم الأردن في أذهان الأسواق العالمية بعناصر الثقة والتعاون. فعندما يحظى بلد صغير باهتمام إعلامي وجماهيري عالمي، يصبح اسمه مألوفًا وسهل التفاعل معه تجاريًا، وهو ما يمكن استثماره في فتح أسواق جديدة للمنتجات والخدمات الأردنية، وتوسيع الشراكات الإقليمية والدولية.
نجاح المنتخب الأردني ليس مجرد إنجاز كروي، بل فرصة استراتيجية يجب التعامل معها بذكاء اقتصادي. إنها لحظة يمكن من خلالها إعادة تعريف الأردن في نظر العالم، ليس فقط كدولة في قلب الشرق الأوسط، بل كوجهة نابضة بالحياة، تنبض بالإمكانيات والفرص في مجالات السياحة، التجارة، والخدمات.
وإذا ما تم البناء على هذا الزخم بشكل متكامل، فإن الأثر سيتجاوز حدود الملعب ليصل إلى كل ركن من أركان الاقتصاد الوطني.