لعنة الفراق.. مبابي وباريس في دوامة لا نهاية لها

عمان بوست – بعد سبع سنوات من التألق في باريس سان جيرمان، قرر كيليان مبابي أخيرًا مغادرة حديقة الأمراء لتحقيق حلمه الأكبر بارتداء قميص ريال مدريد. إلا أن هذا القرار جاء بثمن باهظ، حيث انتقل إلى النادي الملكي بصفقة انتقال حر، رغم أن باريس دفع 180 مليون يورو لضمه من موناكو في 2017.
وبينما كانت رحلته في باريس مليئة بالأزمات، وصلت ذروتها في عامه الأخير، حيث تم تجميده من المشاركة في فترة إعداد الفريق، ثم تم تهميشه على مقاعد البدلاء مع منتخب فرنسا منذ فبراير/شباط الماضي.
ولكن الأحداث لم تتوقف عند هذا الحد، فقد اندلعت أزمة قانونية بين مبابي وباريس سان جيرمان حول 55 مليون يورو من رواتب ومكافآت آخر ثلاثة أشهر له مع النادي. ورغم بداية واعدة مع ريال مدريد بتحقيقه كأس السوبر الأوروبي، دخل اللاعب والنادي في دوامة معقدة.
منذ انتقاله إلى مدريد في سبتمبر/أيلول، بدأت الأمور تتدهور تدريجيًا بالنسبة لمبابي. فبينما سجل 9 أهداف في 18 مباراة، إلا أنه لم يحقق التوافق التام في مركزه داخل الفريق، في ظل وجود فينيسيوس جونيور. وبالإضافة إلى تراجع أدائه البدني والفني، فقد غاب عن معسكر منتخب فرنسا لشهرين متتاليين، مما عرضه لانتقادات شديدة في الإعلام الفرنسي وطالبت بعض الأصوات بتجريده من شارة القيادة.
ورغم كل هذه الضغوط، تأزمت أوضاعه مع اتهام شائك بالاعتداء الجنسي في ستوكهولم، مما أضاف عبئًا نفسيًا كبيرًا عليه، وفقًا لما أشار إليه مدربه ديدييه ديشامب.
وفي ريال مدريد، كانت الضغوط على مبابي واضحة، حيث أضاع ركلة جزاء أمام ليفربول في دوري الأبطال، مما أسهم في هزيمة ثانية متتالية لريال مدريد، ليصبح التأهل للدور الثاني مهددًا.
أما باريس سان جيرمان، الذي تأثر بشكل واضح برحيل مبابي، يواجه مشاكل كبيرة في دوري الأبطال، حيث فشل لاعبو الفريق الجدد مثل عثمان ديمبلي وكولو مواني في تعويض الفراغ الذي خلفه مبابي. ورغم تصدر الفريق الدوري الفرنسي، إلا أن مشواره في أوروبا أصبح كارثيًا، حيث فاز فقط في مباراتين من خمس جولات بدوري الأبطال، مما جعله مهددًا بالخروج من الدور الأول.
اليوم، يبدو أن مبابي وباريس عالقين في دوامة، حيث يشعر النجم الفرنسي بغياب نفوذه في ريال مدريد، بينما فقد باريس هيبته في دوري الأبطال وأصبح فريقًا عاديًا رغم محاولات مدربه إنريكي لإنكار ذلك.