“شهادات مرعبة من داخل سجون الأسد: الصحفي عمير الغرايبة يروي تفاصيل التعذيب والمأساة”

عمان بوست – روى الصحفي الأردني عمير الغرايبة، أحد المعتقلين السابقين في سجون نظام بشار الأسد، شهادات مروعة عن فترة اعتقاله، كاشفاً عن تفاصيل المعاناة والتعذيب في السجون السورية.
الغرايبة، الذي تم اعتقاله في سوريا في 2019، أكد في حديثه الأخير أنه كان يحمل كاميرا مع صور عادية عندما توقفت مركبته عند حاجز أمني. وعندما سُئل عن محتويات حقيبته، أجاب بأنه يحمل كاميرا فقط، لكن الأمور سرعان ما تحولت إلى كابوس. قال: “بعد حديث طويل مع الضابط، ولم أكن أدرك أنه كان ينتظر مني دفع رشوة، أمر بعصب عيني وتكبيل يدي.”
بعد اعتقاله، نُقل الغرايبة إلى زنزانة انفرادية لمدة 14 يوماً، ليبدأ بعدها مسلسل التعذيب، والذي شمل التحقيقات العنيفة، حيث سمع أصوات ضرب الأطفال لعدة ساعات، ليتم إخراجه لاحقاً معصوب العينين. وأضاف: “أصررت على أنني لن أتكلم إلا بعد حضور محامي، إلا أن المحقق عاد بعصا أطول مني.”
وعن ظروف السجن، قال الغرايبة: “عند وصولي إلى سجن “فلسطيني”، وجدت حوالي 120 شخصاً محتجزين في غرفة لا تتجاوز مساحتها 5 أمتار مربعة، وكان لكل منهم نصف بلاطة للجلوس عليها.” كما وصف الطعام بأنه كان محدوداً للغاية: “5 حبات زيتون، رغيف خبز، نصف ملعقة لبنة وبرغل قليل.”
الغرايبة تحدث عن حالات وفاة في السجن، حيث توفي نحو 25 سجيناً خلال فترة احتجازه، وقال: “كان السجانون يتجاهلون كل تحذيراتنا بخصوص حالات الوفاة، ويردون علينا بـ ‘كلب وفطس!’.” وأضاف أن السجناء كانوا يستخدمون جثث المتوفين كوسائد للنوم عليها في مشهد يندى له الجبين.
أما عن التعذيب الجسدي، فقال الغرايبة: “كنا نُربط أيدينا للخلف، ثم يُرفع الحبل مما يؤدي إلى كسر الكتف.” مشيراً إلى أن المعتقلين كانوا يعدون أيام اعتقالهم باستخدام حبات الزيتون، ويكتبون الأيام على جدران الزنزانة.
عند سؤاله عن سقوط نظام الأسد، أشار الغرايبة بابتسامة مريرة: “اسألوا أهلي، لقد قفزت فرحاً عندما سمعت الخبر.”
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية عن الإفراج عن عمير الغرايبة بعد اعتقال دام لأكثر من أربعة أعوام، ليعود إلى أحضان عائلته بعد معركة مريرة مع التعذيب في السجون السورية.