رياضة بوسترياضة عريبة

ثورة كروية: السعودية تنتفض وتلقن العراق درسًا لا يُنسى

عمان بوست – في ليلة تاريخية بالكويت، أعاد المنتخب السعودي رسم ملامح مشواره في بطولة كأس الخليج العربي 2024، محققًا فوزًا مدويًا على حامل اللقب المنتخب العراقي بنتيجة (3-1) في الجولة الثالثة من دور المجموعات.

الفوز جاء بعد أداء سعودي استثنائي على المستويين الفني والتكتيكي، محققًا انتفاضة رياضية قلبت كل التوقعات التي رجحت كفة العراق، لتثبت “الصقور الخضراء” أن كرة القدم لا تعترف بالترشيحات المسبقة.

السعودية ترد الاعتبار بأياد عراقية

من المثير للسخرية أن الشرارة التي أطلقت هذه الثورة السعودية جاءت من يونس محمود، نجم الكرة العراقية السابق ونائب رئيس الاتحاد العراقي، الذي قلل علنًا من فرص “الأخضر” في التتويج بـ”خليجي 26″.

تصريحاته الساخرة كانت الوقود الذي أشعل حماس السعوديين، بينما غرست الثقة المفرطة في معسكر العراق. المدرب الفرنسي هيرفي رينارد التقط هذه الفرصة بذكاء، واستخدم كلمات يونس محمود كأداة لتحفيز لاعبيه، قائلاً لهم: “الكرة الآن في ملعبكم، أثبتوا قوتكم”، ليترجم الأخضر هذه الكلمات إلى انتفاضة في الملعب.

رؤية رينارد كانت واضحة: الرد يجب أن يكون في الميدان، وليس بالكلام. والنتيجة؟ انتصار مستحق قلب الطاولة على “أسود الرافدين”.

كسر العقدة وانفجار سالم الدوسري

لم يكن الفوز مجرد رد اعتبار، بل حمل العديد من المكاسب:

  1. كسر عقدة العراق: أنهت السعودية سلسلة استمرت 7 سنوات دون فوز على العراق، منذ انتصارها الأخير في تصفيات مونديال 2018.
  2. رد دين خليجي: تمكن الأخضر من الثأر لخسارته أمام العراق في النسخة السابقة من كأس الخليج.
  3. إبداع سالم الدوسري: قائد المنتخب السعودي سجل هدفًا وصنع آخر، منهياً فترة جفاف تهديفي استمرت 282 يومًا.

تحول تكتيكي كبير

رغم الانتقادات التي طالت هيرفي رينارد مؤخرًا، إلا أن المواجهة أمام العراق كشفت عن تغييرات جذرية في أداء الأخضر:

  • تنظيم دفاعي محكم: اختفت الأخطاء الدفاعية السابقة، مع بروز قدرة الفريق على التعامل مع الكرات الهوائية، وتضييق المساحات.
  • فاعلية هجومية: قدم الثلث الأمامي أداءً مميزًا، صنع الفرص ببراعة، واستغلها بذكاء.
  • تحولات سريعة: أظهر الفريق قدرة مذهلة على الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ما أربك دفاعات العراق تمامًا.

الطريق إلى المستقبل

رغم الإصابات التي ضربت صفوف الأخضر، وغياب لاعبين بارزين مثل صالح الشهري وفراس البريكان، إلا أن الأداء أمام العراق يفتح باب الأمل لعودة السعودية إلى المسار الصحيح.

السؤال الأهم الآن: هل تكون هذه الانتفاضة نقطة تحول تمنح السعودية التأهل لمونديال 2026 واستعادة هيبتها القارية؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن الإجابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى