رياضة بوسترياضة عريبة

هل كانت إصابات اللاعبين وقرارات رينارد السبب في فشل السعودية في استعادة التاج الخليجي؟

عمان بوست – فشل الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب منتخب السعودية، في الوفاء بوعده، بعد أن خرج من بطولة كأس الخليج العربي “خليجي 26” في الكويت دون تحقيق اللقب الذي كان يطمح له. ورغم تصريحاته الحماسية قبل البطولة، التي أكد فيها أن السعودية جاءت للمنافسة بقوة على التاج، إلا أن الفريق فشل في اجتياز نصف النهائي، بخسارته أمام عمان 1-2، ليحمل رينارد لاعبيه المسؤولية عن هذا الفشل.

تعود أسباب الفشل في خليجي 26 إلى مزيج من العوامل، بدءًا بالظروف التي أملتها الإصابات على الفريق، وصولاً إلى أخطاء تكتيكية من المدرب الفرنسي نفسه. وعلى الرغم من البداية السيئة بخسارة أمام البحرين (2-3)، إلا أن رينارد تمسك بأمل العودة، مُذكرًا الجميع بسيناريو خليجي 2019، حين بدأ الفريق بشكل سيئ ولكن تمكّن من الوصول إلى النهائي. لكن، هذه المرة، لم ينجح في تكرار تلك المعجزة، واكتفى بالمربع الذهبي.

وكانت بطولة كأس الخليج بمثابة فرصة للمنتخب السعودي للتحضير للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، لكن الأداء المخيب في البطولة زاد من القلق حول مستقبل الفريق.

أسباب الفشل:

  1. إصابات مؤثرة:
    منذ بداية البطولة، عانى المنتخب السعودي من إصابات متعددة لأعمدة أساسية مثل فراس البريكان وصالح الشهري وياسر الشهراني، مما أربك حسابات رينارد الفنية. اضطر المدرب إلى تعديل تشكيلاته بشكل مستمر، ما أثر سلبًا على أداء الفريق.
  2. تراجع الأداء البدني:
    في الشوط الثاني من مباراة عمان، بدا الإرهاق واضحًا على لاعبي السعودية، بعد أدائهم الشاق في مباراة العراق. رغم تحسن الأداء تدريجيًا في المباريات السابقة، إلا أن تراجع اللياقة البدنية غيّب سلاح العودة في اللحظات الحاسمة.
  3. القرارات التكتيكية المثيرة للجدل:
    على الرغم من الأخطاء المتكررة لعلي البليهي في خط الدفاع، أصر رينارد على إشراكه أساسيًا في المباريات الأربع، مما أضاف مزيدًا من الضغط على الفريق. كما استمر المدرب في الدفع بلاعبين لم يقدموا الإضافة المرجوة مثل عبد الله رديف، في وقت كان بحاجة إلى خيارات هجومية أكثر فعالية.
  4. ضعف الدفاع وحراسة المرمى:
    استقبل المنتخب السعودي 8 أهداف في البطولة، ما كشف عن ثغرات واضحة في الدفاع. حتى في مباريات لم يخسرها، كانت شباكه مهددة بشكل مستمر. لم يقدم الحراس، نواف العقيدي ومحمد العويس، الأداء المطلوب، ما جعل الدفاع السعودي نقطة ضعف كبيرة في البطولة.
  5. فرص ضائعة وأداء هجومي ضعيف:
    في مباراة عمان، أضاع مروان الصحفي فرصة محققة كانت قد تغير مسار المباراة، كما أهدر عبد الله الحمدان فرصة أخرى. هذا بالإضافة إلى غياب الحلول الفردية للتغلب على التكتلات الدفاعية للخصوم، حيث سجل الفريق هدفه الوحيد من تسديدة بعيدة ولم يكن هناك اختراق هجومي مميز.
  6. الاحتفالات المبكرة:
    على الرغم من التأهل إلى نصف النهائي، كان هناك شعور بالإنجاز المبالغ فيه في الأوساط الإعلامية والجماهيرية بعد الفوز على العراق. هذا التوقع المسبق للوصول إلى النهائي أثر على تركيز اللاعبين في مواجهة عمان، حيث كانوا يتعاملون مع المباراة وكأن التأهل للنهائي قد حُسم بالفعل.

ختامًا، لا يمكن تجاهل الصعوبات التي واجهها رينارد في ظل الإصابات والإرهاق، ولكن تبقى الأسئلة حول قراراته التكتيكية ومدى تحضير الفريق العقلي والبدني للمرحلة الحاسمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى