غزة تستقبل العائدين شمالاً بعد أزمة المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود

عمان بوست – في مشهد يختلط فيه الفرح بالألم، بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين، الإثنين، رحلة العودة إلى شمال قطاع غزة بعد أشهر من النزوح القسري. هذه الخطوة جاءت عقب اتفاق هدنة شمل إطلاق المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود، مما مهّد الطريق لانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
فرحة العودة ومخاوف الدمار
على الطرق الساحلية الممتدة بمحاذاة البحر المتوسط، تدفقت الحشود التي تضم أطفالاً وشيوخاً، حاملين أمتعتهم وأحلامهم في استعادة ما تبقى من حياتهم. “كأني ولدت من جديد”، تقول أم محمد علي، وهي تسير ضمن حشد كبير في طريق العودة.
أول الواصلين إلى مدينة غزة عبروا نقطة العبور التي فتحت عند السابعة صباحاً، فيما فتحت أخرى بعد ثلاث ساعات لدخول المركبات. لكن المشاهد على الأرض توحي بحجم الدمار، إذ أصبحت معظم أحياء القطاع مجرد أنقاض، فيما تشير تقديرات حماس إلى الحاجة لـ135 ألف خيمة لإيواء العائدين.
هشاشة الهدنة واستمرار التوتر
رغم الهدنة، لم تخلُ الأجواء من توترات، حيث قُتل سائق جرافة فلسطيني في قصف إسرائيلي على الطريق الساحلي غرب النصيرات. وأوضح جيش الاحتلال أن العملية استهدفت “مشتبهاً بهم” يشكلون تهديداً، في انتهاك واضح لشروط الاتفاق.
صفقة الأسرى وظلال الحرب
بموجب الاتفاق، وافقت حماس على إطلاق سراح أربيل يهود والمجندة آجام بيرجر، ما أدى إلى تسريع عودة السكان للشمال. ونشرت حماس قائمة بـ25 محتجزاً أحياء، فيما أكدت إسرائيل مقتل ثمانية آخرين، ما أبقى عائلات المحتجزين في حالة من الأمل الممزوج بالخوف.
معاناة لا تنتهي
نزح حوالي 650 ألف فلسطيني من شمال غزة خلال الحرب التي استمرت 15 شهراً، مخلفة أكثر من 47 ألف شهيد وفق وزارة الصحة الفلسطينية. ويعيش الأهالي الآن بين أطلال منازلهم في ظروف إنسانية قاسية، في انتظار إعادة الإعمار واستعادة الحياة.
الإنسانية على المحك
وسط مشاهد النازحين الذين يحملون أطفالهم وأمتعتهم، تبرز دعوات لاستمرار الهدنة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لإعادة بناء ما دمرته الحرب، بينما تظل آمال السلام معقودة على قدرة الأطراف على الالتزام ببنود الاتفاق.
رويترز