عربي ودوليمحلياتمهم

تحولات لافتة في الموقف الأميركي تجاه خطة التهجير بعد لقاء الملك بترامب

عمان بوست – بدأت مفاعيل الزيارة الملكية إلى الولايات المتحدة تتجلى سريعًا، مع تحولات واضحة في نبرة الإدارة الأميركية تجاه مخطط الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، وذلك عقب اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي.

تغيّر في الخطاب الأميركي

لم تعد التصريحات الأميركية تصر بشكل قاطع على تنفيذ مخطط التهجير، بل باتت تترك المجال مفتوحًا لخيارات أخرى. وانعكس هذا التحوّل على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي قال فجر الجمعة بتوقيت عمّان:
“إذا كانت لدى العرب خطة أفضل – ونأمل ذلك – فهذا أمر رائع.”
وأضاف:
“في الوقت الحالي، الخطة الوحيدة هي خطة ترامب، وهم (العرب) لا يحبّونها، لذلك إذا كانت لديهم خطة بديلة، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها.”

وكان جلالة الملك قد كشف خلال مؤتمر صحفي مع ترامب، استبق المباحثات الثنائية، عن وجود خطة عربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، تعدّها مصر وسيحملها العرب إلى واشنطن قريبًا.

تحرك داخل الكونغرس الأميركي

لم يقتصر التأثير الدبلوماسي الأردني على البيت الأبيض، بل امتد إلى الكونغرس، حيث وجه 145 نائبًا ديمقراطيًا في مجلس النواب الأميركي رسالة إلى الرئيس ترامب، ليل الخميس بتوقيت عمّان، طالبوه فيها بـالتراجع عن تصريحاته الخطيرة بشأن الاستيلاء على غزة والتهجير القسري لمليوني فلسطيني، وفقًا لما نشره موقع “أكسيوس” الأميركي.

تحذيرات من تداعيات الخطة

وحذّر النواب الموقعون، الذين يمثلون ثلثي الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب، من أن هذه الخطوة “ليست مجرد إجراء غير أخلاقي”، بل “ستضر بمكانة الولايات المتحدة عالميًا، وتعرض قواتها للخطر، وتزيد التهديدات الإرهابية”. كما شددوا على أن هذه السياسة قد تعرقل التعاون مع الشركاء العرب لإعادة إعمار غزة وإيجاد حل سلمي للصراع مع إسرائيل.

جهود دبلوماسية أردنية فاعلة

يُرجّح مراقبون أن الرسالة جاءت استجابة مباشرة للجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلها جلالة الملك في واشنطن، لا سيما بعد لقاءين عقدهما مع أعضاء الكونغرس الأميركي، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد. وقد شمل ذلك لقاءً مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إضافة إلى اجتماعات مع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور جون ثون، وزعيم الأقلية تشاك شومر، وأعضاء بارزين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

نجاح أردني في تعديل الحسابات السياسية

التحولات الأخيرة في الموقف الأميركي تعكس التأثير العميق للجهود الأردنية في إعادة تشكيل الحسابات السياسية داخل واشنطن، وتؤكد نجاح الدبلوماسية الأردنية في مواجهة مخاطر التهجير القسري، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أرضهم، والتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، انطلاقًا من المصلحة الأردنية العليا التي وضعها الملك في مقدمة الأولويات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى