مشروعان استيطانيان ضخمان في الشيخ جراح ضمن مخطط لتطويق الأقصى وتهويد القدس

عمان بوست – يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مشروعين استيطانيين ضخمين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، في إطار مخطط شامل لتطويق المسجد الأقصى وتعزيز السيطرة على الأحياء الفلسطينية المحيطة بالبلدة القديمة، عبر التمدد الاستيطاني وتهجير السكان قسرًا، وفقًا لما أكده المستشار الإعلامي لمحافظ القدس، معروف الرفاعي.
المدرسة الدينية “يشيفا” – خطوة لتعزيز التوسع الاستيطاني
أوضح الرفاعي أن المشروع الأول يتمثل في إقامة مدرسة دينية يهودية “يشيفا” في الشطر الشرقي من حي الشيخ جراح، وتحديدًا في منطقة كرم الجاعوني.
ويتكون المشروع من 9 طوابق فوق الأرض و3 تحتها، بمساحة 9615 مترًا مربعًا، على أرض تبلغ مساحتها 4 دونمات، تمت مصادرتها عام 1968 بدعوى تبعيتها لما يسمى “دائرة أراضي إسرائيل”.
وأشار الرفاعي إلى أن المشروع يتضمن سكنًا داخليًا للطلاب اليهود ومكاتب ومبانٍ إدارية، مما يعزز التواجد الاستيطاني في المنطقة ويفرض واقعًا ديمغرافيًا جديدًا يخدم المخططات الإسرائيلية في القدس المحتلة.
حي استيطاني ضخم في “أرض النقاع” لربط المستوطنات
أما المشروع الثاني، فيشمل إقامة حي استيطاني جديد في الشطر الغربي من الشيخ جراح، في المنطقة المعروفة إسرائيليًا باسم “كبّانية أم هارون”.
وأوضح الرفاعي أن الحي يتضمن بناء 316 وحدة استيطانية على مساحة 17 دونمًا، ضمن مخطط لربط البؤر الاستيطانية في الشيخ جراح مع مستوطنات أخرى تمتد من كرم المفتي إلى جبل المشارف والجامعة العبرية، ما يهدف إلى منع أي إمكانية مستقبلية لفصل القدس الشرقية عن الغربية.
وأضاف أن هذه المشاريع تسعى إلى تقسيم الشيخ جراح إلى شطرين، شمالي وجنوبي، مما يؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتعزيز النفوذ الاستيطاني، تنفيذًا لمخطط “الحوض المقدس” الرامي إلى تهويد البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها.
تسارع الاستيطان في 2024 ومشاريع جديدة في 2025
أكد الرفاعي أن سلطات الاحتلال صادقت خلال عام 2024 على 19 مشروعًا استيطانيًا جديدًا، وبدأت بتنفيذ 12 مشروعًا منها، بالإضافة إلى استكمال 4 مشاريع أخرى، في إطار تسريع مخططات الضم الزاحف والتهويد.
كما أشار إلى قرارات جديدة للاستيطان في عام 2025، أبرزها:
- 6 كانون الثاني 2025: قرار بالاستيلاء على 262 دونمًا من أراضي بلدات جبع، الرّام، كفر عقب، ومخماس، لتنفيذ مشروع شارع 45 الاستيطاني، الذي يهدف إلى ربط المستوطنات ببعضها على حساب الأراضي الفلسطينية وتعزيز نظام الفصل العنصري.
- 9 كانون الثاني 2025: إطلاق مشروع “وادي السيليكون” الاستيطاني في وادي الجوز، والذي يستهدف هدم 200 منشأة فلسطينية ومصادرة 2000 دونم، ما يؤدي إلى تهجير مئات العائلات وتدمير مصادر رزقها، لإقامة منطقة صناعية تخدم المستوطنين، في انتهاك واضح لحقوق الملكية والسكن وحرية العمل المكفولة دوليًا.
تصعيد خطير في سياسة التهجير والتهويد
تأتي هذه المشاريع الاستيطانية في إطار تسريع تهويد القدس المحتلة وإقصاء الوجود الفلسطيني، من خلال تكثيف الاستيطان، وتوسيع البنية التحتية للمستوطنات، وفرض سياسات تهجير قسرية، مما يعكس تصعيدًا خطيرًا في الضم الزاحف الذي يهدد الهوية الفلسطينية للمدينة المقدسة.