الشرع يتوعد بمحاسبة قتلة العلويين ويؤكد: لا أحد فوق القانون

عمان بوست – تعهّد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات الدامية ضد أفراد من الطائفة العلوية، مؤكدًا أن القانون سيأخذ مجراه دون استثناء، حتى لو كان الجناة “من أقرب الناس” إليه.
وفي مقابلة حصرية مع رويترز، بعد أيام من اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومجموعات موالية لبشار الأسد، ألقى الشرع باللوم على جماعات مدعومة من الخارج بتأجيج الفوضى وإشعال العنف، لكنه أقر بوقوع أعمال قتل انتقامية.
“سوريا دولة قانون.. والدماء خط أحمر”
وخلال حديثه من القصر الرئاسي في دمشق، الذي كان مقر إقامة الأسد قبل الإطاحة به في 8 ديسمبر، شدد الشرع على أن سوريا لن تتسامح مع أي اعتداء على أرواح الأبرياء أو ممتلكاتهم.
وقال الشرع:
“خرجنا في وجه هذا النظام نصرة للمظلومين، ولن نسمح بسفك أي قطرة دم دون وجه حق. القانون فوق الجميع، والمحاسبة ستطال كل من يثبت تورطه، مهما كانت صلته بي أو قربه مني.”
لجنة تحقيق مستقلة لمحاسبة الجناة
وأعلن الشرع عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في أعمال القتل، وهي أول هيئة رسمية تضم شخصيات علوية، حيث ستصدر نتائجها خلال 30 يومًا، مؤكدًا أن العدالة ستتحقق وأن سوريا لن تسمح بتحويل الصراع إلى فتنة طائفية.
كما كشف عن تشكيل لجنة ثانية معنية بالمصالحة الوطنية، معتبرًا أن الدم لا يولّد إلا مزيدًا من الدم، والمصالحة ضرورية لمنع تفاقم الأوضاع.
الشرع يرفض التهديدات الإسرائيلية ويدعو لرفع العقوبات
ورفض الرئيس السوري انتقادات الاحتلال الإسرائيلي، الذي استولى على أراضٍ جنوب البلاد بعد سقوط نظام الأسد، واصفًا تهديدات وزير الجيش الإسرائيلي بـ”الكلام الفارغ”.
وأضاف:
“إسرائيل التي قتلت عشرات الآلاف في غزة ولبنان، هي آخر من يحق له الحديث عن حقوق الإنسان.”
كما أكد أن الأمن والاقتصاد مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأميركية، مشيرًا إلى أن دمشق لم تتلقَّ أي اتصال من واشنطن منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، لكنها تبقي الباب مفتوحًا للحوار.
علاقات دمشق وموسكو قيد المراجعة
وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، أوضح الشرع أن الاتفاقيات العسكرية السابقة بين الجانبين قيد المراجعة، مشددًا على أن سوريا تسعى للحفاظ على علاقة استراتيجية متوازنة مع موسكو دون أن تشكل تهديدًا لأي دولة.
وختم الشرع حديثه بالقول:
“سوريا تمر بمرحلة دقيقة، لكننا ماضون في إعادة البناء، وترميم الجراح، وتحقيق العدالة دون تمييز أو محاباة.”