البنك الدولي: شح المياه في الأردن يتفاقم بسبب فقدان كميات كبيرة من المياه المخصصة للبلديات

عمان بوست – أعلن البنك الدولي أن مشروع “كفاءة قطاع المياه” في الأردن، الذي يموله بقيمة 250 مليون دولار، سيحقق تأثيراً إيجابياً على الأفراد والبيئة من خلال تقليل هدر المياه وتحسين إدارة هذا المورد الحيوي.

وفقاً لبيانات البنك الدولي التي حصلت عليها “المملكة”، يأتي هذا المشروع في وقت يعاني فيه الأردن من نقص حاد في المياه، حيث لا يتجاوز نصيب الفرد السنوي من المياه 84 مترًا مكعبًا، وهي أقل بكثير من الحد الأدنى العالمي المقدر بـ 500 متر مكعب للفرد.

وأوضح البنك أن مشكلة شح المياه في الأردن تتفاقم نتيجة فقدان أكثر من 50% من المياه المخصصة للبلديات، وذلك بسبب تسربات في شبكات الأنابيب أو عدم تحصيل المستحقات المالية من المستهلكين، مما يؤدي إلى أن تصبح هذه المياه “مياه غير مربحة”.

من المتوقع أن يسهم المشروع في تحسين خدمات المياه لحوالي 1.6 مليون شخص من خلال إعادة تأهيل شبكات التوزيع، تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتطوير نظام لإدارة حالات الجفاف. كما يُتوقع أن يقلل المشروع من الهدر ويوفر نحو 10 ملايين متر مكعب من المياه، مما يساهم في تحسين خدمات المياه وزيادة قدرة الأردن على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

وأشار البنك إلى أن موارد المياه في الأردن تُدار بنظام تقنين صارم يشمل الزراعة والصناعة والمنازل. فعلى سبيل المثال، بعض الأسر في العاصمة عمّان تحصل على المياه فقط لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة أسبوعياً، بينما مناطق في شمال البلاد لا تصلها المياه إلا مرة كل أسبوعين أو ثلاثة. ووفقاً للتوقعات، قد تتعرض الموارد المائية في الأردن للانخفاض بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2040 نتيجة للتغيرات المناخية والنمو السكاني.

ويعتبر الفاقد المائي الكبير واستخدام الطاقة باهظة الثمن من أبرز العوامل التي تساهم في تفاقم الوضع المالي لقطاع المياه في الأردن، مما يؤثر سلبًا على قدرته في صيانة وتحديث البنية التحتية.

يهدف المشروع إلى مواجهة هذه التحديات من خلال تقليل الهدر، تحسين الكفاءة، وخفض التكاليف، مما يعزز مرونة النظام المائي في الأردن. ويشمل المشروع تحديث شبكات توزيع المياه، استبدال الأنابيب القديمة، وتحسين الرصد الدوري للفاقد، بالإضافة إلى تحديث محطات الضخ باستخدام الطاقة الشمسية لتقليل تكاليف التشغيل.

كما يُعد المشروع بمثابة استعداد للبنية التحتية لاستقبال مياه مشروع تحلية المياه بين العقبة وعمّان الذي من المتوقع تشغيله في السنوات المقبلة، مما سيساعد على تجنب فقدان المياه المحلاة عالية التكلفة.

أيضاً، يعزز المشروع سلامة البنية التحتية لتخزين المياه وطول عمرها التشغيلي، بما في ذلك الخزانات المخصصة لإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة، وهو ما يمثل خطوة مبتكرة لرفع كفاءة القطاع المائي.

وفيما يتعلق بتنفيذ المشروع، أشار البنك الدولي إلى أن التقدم في تنفيذ مشروع “تحسين كفاءة قطاع المياه” يُعد “مرضياً إلى حد ما”، حيث أُجريت مناقشات مثمرة مع الجهات المعنية مثل وزارة المياه والري وسلطات المياه في الأردن، وقد بلغت مدفوعات البنك للمشروع 9.5 ملايين دولار من إجمالي 250 مليون دولار.