بلدنامحليات بوست

الزميل الخواجا مشاركا في مؤتمر دولي عن النازية الصهيونية ضد الفلسطينيين

عمان بوست – شارك الدكتور ماجد الخواجا في المؤتمر الدولي العالمي الذي احتضنته جامعة ماردين في جنوب تركيا والذي جاء تحت عنوان “الصهيونية النازية والأكاديمية” حيث تواصلت جلساته على مدار يومي 17- 18. نيسان الحالي بمشاركة عشرات الباحثين من دول العالم. بحضور واسع افتتح المؤتمر رئيس جامعة ماردين البروفسور إبراهيم أوزكوشار وتحدث عن فكرة المقاومة العلمية والأكاديمية للصهيوينة ومن أجل التحرير.

تم تقديم 127 ورقة عمل وبحث في المؤتمر، وجاءت الدراسة التي عرضها الخواجا بعنوان ” أشكال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الصهيوني للفلسطينيين : نظرة إعلامية ” ، وتناول في البداية مفهوم الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، عن مفهوم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحجم الشرور في العالم عبر التاريخ الحي له، حيث تكاد لا تنجو مجموعة بشرية إلا وأصابها نوع من الضيم والظلم والإضطهاد الناتج عن عدم قبول الآخر بالآخر، والعمل على مبدأ ” أنا ولا أحد معي “. إن محاولات الإلغاء والاستئصال وإقصاء الآخر وحرمانه من ممارسة حقوقه الحياتية الأساسية وفي المقدمة منها حق الوجود والحياة، هذا المشهد تكرر وما زال يتكرر بصوره الشنيعة تحت ذرائع واهية بحجة الولاء والانتماء والهوية والعرق والمذهب والطائفة والدين والعشيرة والإقليم واللون والفكر والحزب وغيرها من إثنيات قامت وانتهت عبر الاستقواء على الآخر.
كما تطرقت الدراسة إلى تاريخ الكراهية والتطرّف، مشيراً إلى تسبب الإعلام كأداة تحريضية مكتظة بالعنصرية والحقد في حملات الإبادة الممنهجة في ميانامار ومخيمات الروهينجا، في رواندا وقتل مليون إنسان، في غانا، والكونغو وسوريا واليمن والصومال وليبيا ولبنان والعراق، خطاب منتشر داخل كل دولة، وبين الدول وتبعا لميول ورغبات الأنظمة السياسية أو الفكرية أو المذهبية. حدثت الإبادة الجماعية في كمبوديا بسبب تصوير خطاب الكراهية بشكل منهجي على أن المثقفين والمعارضين وسكان المدن، وكذلك الأقليات العرقية والدينية، أعداء الشعب. الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا 1994، فقد أدت عقود من خطاب الكراهية إلى تفاقم التوترات العرقية من خلال نشر شائعات لا أساس لها وتجريد التوتسي من صفة الإنسانية. أما الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا في البوسنة والهرسك فتمثلت في الدعاية القومية المستمرة من خلال وسائل الإعلام الموالية للحزب أدت إلى شيطنة السكان المسلمين البوسنيين. فيما وقعت كارثة لاجئي الروهينجا في ميانمار بعد شن حملة من الكراهية والمعلومات المضللة، محملة بلغة مهينة وغير إنسانية ضد أقلية الروهينجا المسلمة.

وذكرت الدراسة أسباب تشجيع التطرّف الفكري وصولا إلى التطهير العرقي والإبادة الجماعية :
1-خطاب الكراهية المتبادل بين الجماعات الإثنية العرقية أو السياسية أو حتى الحزبية والاجتماعية.
2-عدم قبول الآخر واعتباره عدوا دائما والصراع معه عبارة عن بديلين إما خاسر أو منتصر.
3-شيطنة الطرف الآخر واعتبار وجوده سببا لكل الشرور.
4-عدم فتح قنوات الحوار بين الخصوم.
5-إعلام موجه باتجاه واحد يعمل على شحن البغضاء.
6-استخدام وتكرار مصطلحات وكلمات تحمل الضغينة أو التقليل من شأن أو التهويل والمبالغة في ممارسات وعادات طرف ما.
7-مواصلة تغذية العداء التاريخي من خلال الذاكرة التي لا تنسى.
8-استغلال الدين أو المذهب أو الطائفة أو العشيرة أو العرق بذريعة العداء مع الطرف الآخر.
9-إضفاء القدسية على العداء بحيث يصبح ثقافة معاشة ومنهج تربوي قائم وسياسة جاهزة تقدم كوجبة من الكراهية الخالدة.
10-غالبية مصطلحات الكراهية تستمد جذورها من أحكام فقهية دينية متطرفة أو أحكام مجتزأة أو أحكام مجهولة المصدر.
لماذا الرواية الفلسطينية عن نكبة 1948 غير مكتملة، على الرغم من أن الفلسطينيين أصحاب حق؟ سؤال كثيراً ما طُرح لدى المقارنة مع الرواية الإسرائيلية المحبوكة جيداً، في حين أن “حقائقها” مصطنعة ومحالة على الأسطورة الدينية والعبث التاريخي، ولا يخفف من وطأة ضعف الرواية الفلسطينية.

غياب مراجعة نقدية لأحداث حرب النكبة، وما تلاها من تدمير المجتمع الفلسطيني وتجزئته وتشتته في أنحاء المعمورة. ويقابَل هذا الغياب بمساهمات المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين تصدوا للرواية الصهيونية في الثمانينيات، وأعادوا تفسير قيام الدولة الإسرائيلية وتدمير المجتمع الفلسطيني، اعتماداً على المصادر العسكرية الإسرائيلية التي طمست قصة النكبة سابقاً.
يبدو أن غياب الأرشيف الفلسطيني مرهون بغياب الدولة الحاضنة لأجهزة البحث المواجهة لنهب التراث الثقافي، إذ كان في إمكان هذه الأجهزة أن تبني نواة هذا الأرشيف، في النصف الثاني من القرن العشرين.
هناك أكثر من رواية وسردية للنكبة الفلسطينية، لا بل هناك من أعاد صياغة وتشكيل التاريخ بما يتلائم وتخليصه من تبعية ووزر الهزيمة وقيام الكيان الصهيوني، هناك أكثر من رواية عربية للنكبة تسعى كل منها إلى التبرئة للراوي والإدانة للرواة الآخرين.
وطرحت الدراسة عديداً من الأسئلة المحرمة التي تطال الأسس الرئيسة لبناء السردية اليهودية عامة والصهيونية تحديدا لتاريخ اليهود، ومن هذه الأسئلة:
1-هل يمكن الحديث عن “شعب” يهودي” وُجِد واستمر آلاف السنين، بينما زالت الكثير من الشعوب الأخرى من الوجود، وهي الاكثر عددا والأكبر آثاراً والأعمق حضارة والأكثر استقرارا وتجذراُ في بقعة محددة من الجغرافيا ؟
2-كيف ولماذا تحولت التوراة من كتاب شرائع دينية إلى كتاب تاريخ يروي نشوء “أمة اليهود” علماً بأنه لا أحدَ يعرف بدقة متى كُتِبَت التوراة ؟ومن الذي كتبها ؟ وما الطريق الذي سلكه اليهود المطرودون من مصر؟

3-هل تمّ فعلاً نفي سكان “مملكة يهودا” بعد تدمير الهيكل أم أن ذلك لا يعدو كَونُه مُجرد أسطورة شَقَّت طريقها إلى التراث اليهودي الذي جيّرها فيما بعد لمصلحته؟
4-إذا لم يكن هناك منفى فمن أين أتى يهود العالم؟
5-ما الذي يجمع ثقافياً وإثنياً وجينياً يهود “مراكش” ويهود “كييف” مثلاً؟
6-إذا كان لا وجود لوحدة ثقافية بين الجماعات اليهودية المختلفة أتكون هناك “وحدة دم”؟
7-هل صحيح أن هناك جيناً يهودياً كما تدّعي الصهيونية.
وتناولت الدراسة قرارات الأمم الامتحدة بما يختص بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ونظام روما الأساسي المنبثق عنه المحكمة الجنائية الدولية، وأوردت الدراسة المجازر الصهيونية ضد الفلسطينيين، وأنواع الإبادة وأشكال تطهير العرقي ومن تلك: تعددت أشكال وأنواع الإبادة الممارسة بحق الفلسطينيين، فمن التهجير الجماعي القسري، إلى المجازر الجماعية، إلى تدمير المباني والمزارع، إلى الطرد وسحب الجنسية، إلى التضييق في أسباب المعيشة وتعمّد الإهانة والحط من كرامة الفلسطيني، إلى إقامة الحواجز الدائمة والمتحركة، إلى الاعتقالات الجماعية العشوائية إلى استملاك الأراضي بوضع اليد تحت ذرائع مغطاة بقانونهم مثل أراضي الغائبين أو للمتطلبات العسكرية، أو بغطاء وقرار من المحاكم الصهيونية بتجريد الفلسطيني من ممتلكاته بذريعة الإرهاب. هذا عدا عن شن الحروب المتعاقبة كما هو الحال مع غزة التي لم تحظ بالاستقرار منذ 75 سنة.
تعتبر مدينة ماردين التركية ذات الجذور العربية السورية حيث يشكلّ العرب نسبة 45% من سكانها فيما يشكل الكرد 50%، وهي تشعر الزائر لها بتشابه كبير بينها وبين حلب والموصل والقدس بأزقتها ومساجدها وكنائسها وقلاعها ومبانيها، وهي تعتبر من مدن الجزيرة الفراتية وكانت جزءاً من إمارة الرها الصليبية إلى أن تشكلت إمارة ماردين السلجوقية، ويعود أصل تسمية ماردين إلى القلعة، وكانت تحت حكم العثمانيين باعتبارها جزءاً من بلاد الشام لكن تم ضمها إلى تركيا في معاهدة لوزان الشهيرة. وماردين من أغنى المدن التركية في الآثار التاريخية والمعمارية الفريدة، ماردين واحدة من ثلاث مدن القدس وفينيسيا ما زالت آثارها محفوظة حتى الآن، واعتبرت محمية عالمية منذ عام 1979 حسب منظمة اليونسكو. دخلها الإسلام على يد الصحاب عياض بن غنم سنة 640 ميلادية. وهي أقرب في الشبه لمدينة القدس وحواريها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى