أقلام بوست

فراعنة يكتب : المعركة متصلة مستمرة

عمان بوست – بقلم الكاتب السياسي حمادة فراعنة

لم تنتهِ الحرب الهمجية على غزة، لم يتوقف إطلاق النار، وكلاهما من طرفي الصراع، لم يحقق أهدافه، فالمعركة، الاشتباك، الهجمة، لم يصل اي منهما إلى واقع الحسم.
قوات المستعمرة تعمل كل ما لديها من طاقة وقدرة وتفوق، عبر القتل والإبادة والتطهير والتدمير، ولكنها لم تحقق غرضها، رغم احتلالها لكامل قطاع غزة، لم تحقق ما تسعى إليه:
1 – إنهاء وتصفية المقاومة، رغم عمليات الاغتيال لقياداتها السياسية والعسكرية.
2 – لم تتمكن من معرفة أماكن تواجد وإخفاء الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراحهم، بدون عملية تبادل.
ولهذا تواصل هجومها الهمجي، وتوسيع احتلالها وتمزيق قطاع غزة، ولهذا يمكن وصف حالتها أنها مازالت في الاخفاق والفشل، لم تنتصر ولم تُهزم بعد.
حركة حماس، رغم خسائرها الباهظة، وتضحيات شعبها، مازالت صامدة، لم ترفع الراية البيضاء، لم تُهزم ومن الصعوبة مع المعطيات القائمة أن تنتصر.
ولذلك المعركة العسكرية، وإن كان سيرها وتفاصيلها غير متكافئة، ولكنها لم تتوقف، لم تنتهِ، لم تُحسم بعد، وهو ما أدى الى تعقيدات المفاوضات بين الطرفين، لان العامل العسكري الميداني على الأرض، لم يُحسم لأي منهما، وانعكس ذلك على سير المفاوضات السياسية، التي يجب أن تكون نتائجها انعكاساً لمحتوى الصدام على الأرض، وعلى الاشتباك في الميدان.
المستعمرة في المرحلة الأولى التي بدأت من 7 أكتوبر 2023، حتى اتفاق وقف إطلاق النار يوم 17/1/2025، بقرار فرضه الرئيس ترامب، وأذعن له نتنياهو، بخطة التهدئة ومراحلها الثلاثة، وحصيلتها، كانت ستنقل نتنياهو من حالة الاخفاق والفشل، إلى التسليم بالهزيمة، اعتماداً على:
1 – إنهاء الحرب، ووقف إطلاق النار.
2 – انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
ولهذا تم تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، رغم التعقيدات التي صاحبتها، و لكن نتنياهو عرقلها حتى لا تصل إلى المرحلتين الثانية والثالثة.
عادت الحرب الإسرائيلية، على قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، وتم ذلك بعد أن تمكن نتنياهو من تغيير كافة القيادات العسكرية والأمنية: 1- وزير الدفاع، 2- قائد الجيش، 3- رئيس الموساد، 4- رئيس أمان، 5- وقرار تغيير رئيس الشاباك، الذين كانوا متفقين على أنه لم يعد هناك أي هدف إستراتيجي في قطاع غزة، فتم استبدالهم بقيادات عسكرية وأمنية تسير وفق ما يراه نتنياهو.
نتنياهو لا يريد وقف الحرب، لعله يحقق نتائج تتغير معاييرها من الاخفاق والفشل باتجاه الإنجاز والانتصار، حتى يتخلص من قرار تشكيل لجنة التحقيق، ويبدد محاكمته على قاعدة كلمة «التقصير»، والتي إن تمت ستطيح به نحو السجن أو الإقالة وفقدان مستقبله السياسي.
الهجوم الإسرائيلي بدأ يوم 18/3/2025، بهدف واضح بعد تغيير القيادات العسكرية والأمنية، كما قال وزير الجيش المتطرف إسرائيل كاتس، إن الهدف متفق عليه بين القيادات العسكرية والأمنية والسياسية وهو:
1 – إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
2 – وقف المساعدات الإنسانية عن إدخالها لقطاع غزة.
3 – استهداف متواصل لمقاتلي حماس وبنيتها التحتية.
4 – إخلاء السكان من مناطق القتال وترحيلهم.
5 – تطهير المناطق المسيطر عليها من قبل الجيش، وتدمير البنية التحتية فوق وتحت الأرض، وضمها إلى مناطق الأمن الإسرائيلية لحماية المستوطنات، وفسر ذلك بقوله:
«على عكس الماضي، الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المناطق التي تم تطهيرها والسيطرة عليها، وسيبقى الجيش الإسرائيلي في مناطق الأمن كحاجز بين العدو «الفلسطيني»، وبين المستوطنات في أي واقع مؤقت أو دائم في قطاع غزة، كما هو الحال في لبنان وسوريا».
بكل وضوح ما يقوله كاتس هو بقاء الاحتلال لقطاع غزة، ولن ينسحبوا منه، كما ستبقى قوات الاحتلال فوق الأراضي اللبنانية والسورية، وسيطرتها على المواقع المنتقاة، وتركيز جيش الاحتلال عليها سواء في الجولان السوري أو جنوب لبنان.
الوضع مستجد، هيمنة إسرائيلية، احتلال، توسع، في فلسطين وسوريا ولبنان، وهذا ما يجب استخلاصه ومعرفته والتصرف الوطني والقومي والديني والإنساني على أساسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى