التل يكتب : عن ماجد الكيلاني والاردني المظلوم

عمان بوست – بقلم بلال حسن التل
خطوة مقدرة تلك التي اقدم عليها كل من منتدى الاعتدال للفكر والثقافة ورابطة علماء الاردن وجامعة اربد الاهلية برعاية العين جمال الصرايرة بتنظيم المؤتمر الفكري، لتكريم ودراسة تجربة وفكر العارف بالله التربوي والمؤرخ العلامة الدكتور ماجد عرسان الكيلاني رحمه الله، ، وهو المؤتمر الذي سيعقد في رحاب جامعة اربد الاهلية يوم الثلاثاء القادم،والذي نرجوا ان يكون خطوة تأسيسة للتعريف باعلام الابداع الفكري والثقافي من الاردنيين الذين اعترف العالم بقيمتهم المعرفية مقدرا لها مستفيدا منها، ببنما انشغل بلدهم بتكريم المطربة سميرة توفيق وتدريس سيرتها، متجاهلا مفكرية وفلسفته، عندما لم يعطيهم حقهم من التكريم والتعريف بهم ونشر تراثهم المعرفي الغني، امثال الدكتور العلامة التربوي المؤرخ ماجد عرسان الكيلاني رحمه الله، الذي أسس نظرية الترببة الاسلامية المعاصرة،والذي وصف كتابه فلسفة التربية الإسلامية المعاصرة، بانه الدراسة التي لم يصدر مثلها وبمستواها في مجال العلوم الإسلامية منذ 800 عاما،حيث اكد الدكتور ماجد الكيلاني بدراسات علمية رزينه احترمت من قبل المؤسسات التعليمية والبحثية في الشرق و الغرب دورالترببة في بناء الانسان من مهده إلى لحده،وكذلك اثر التربية وخاصة تربية “القسط” في نهوض الأمم وسقوطها، و وتحديد مضمون هويتها ودورها في حركة التدافع الحضاري بين نقطتي النهوض والسقوط،لذلك فقد قرأء ماجد عرسان الكيلاني التاريخ من منظور تربوي ليستخلض منه أسباب سقوط الامم وسبل نهوضها، وكانت من اهم نتائج دراسته التربوية للتاريخ كتابه المرجع، الذي طبع عشرات الطبعات وترجم الى الكثير من اللغات، أعني به كتابه الاكثر شهرة( هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس) . والذي اكد فيه بالأدلة والبراهين العلمية ان نهوض الأمم وانتصارها ليس بطولة فردية، بل عمل فكري تربوي يقوده العلداء والمفكرين يبدا بالتكوين التربوي والفكري للمجتمع كأساس للنهوض الشامل للأمة.
ما يدفعني للكتابة عن العلامة الدكتور ماجد عرسان الكيلاني رحمه الله اولا الشكر للقائمين على المؤتمر الفكري التكريمي للدكتور ماجد رحمه الله وثانيا الوفاء للرجل الذي عرفته في ريعان شبابي، فقد كان صديقا حميما لوالدي رحمهما الله، وكان من كتاب حريدة اللواء، وكنت استمتع واتعلم من الحوار يبنهما، خاصة في الليالي التي كان يبيت فيها الدكتور ماجد معنا في دار الضيافة الملحقة بحريدة اللواء، ورغم شهرته العربية والعالمية ورغم انه درس ودرس في اهم حامعات الشرق و الغرب وعمل في منظمات هيئة الامم المتحدة الا انه ظل محافظا على اصالته الاردنية العربية الإسلامية بنظرة إنسانية، وظل محافظا على بساطته في المظهر، وعفويته في السلوك، اما السبب الثالث للكتابة عن العلامة الدكتور المرحوم ماجد عرسان الكيلاني رحمه الله فهي الدعوة الى ان تقوم احدى الجامعات الاردنية بتأسيس كرسي باسم ماجد عرسان الكيلاني للدراسات التربوية والتاريخية، فالرجل يستحق ان نكون اوفياء له ولامثاله من المبدعين الاردنيين، الذي ارتادوا افاق العالمية والانسانية رحمهم الله اجمعين.