“ملتقى إربد الثقافي” ينتدي “مآلات الثقافة والفنون والإعلام في ظل وعود الرقمنة ونذر السيبرانية”

عمان بوست – نظم ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة للعمل الثقافي مساء يوم السبت السابع عشر من هذا الشهر ندوة حوارية بعنوان ( مآلات الثقافة والفنون والإعلام في ظل وعود الرقمنة ونذر السيبرانية) تحدث فيها الدكتور ماجد عبدالعزيز الخواجا، وأدار مفردات الجلسة الأستاذ محمد ملحم التل .
في بداية الجلسة رحب الأستاذ محمد التل بالدكتور الخواجا، وقال بأن عنوان الندوة يطرح العديد من التساؤلات حول التطورات التكنولوجية المتسارعة، وأشاد بقدرات الشباب في التعامل مع أدوات الذكاء الإصطناعي، حيث أكد بأننا كثيراً ما نستعين بأبنائنا أو أحفادنا للوصول إلى الحلول التي تحتاج لخبرات أساسية في التعاطي مع التكنولوجيا الحديثة .
بدأ الدكتور ماجد الخواجا حديثه بالقول: إن البيئة الإليكترونية الإفتراضية أوجدت بدائل وخيارات لم تكن متوقعة، فقد شوشت على الأطر الكلاسيكية للنسيج الاجتماعي، حيث أضحى المستخدم تائهاً وسط هذه التخمة بالمعلومات والسرعة في النقل، وفي الكثير من المواقف، فإن المستخدم بات غير قادراً على التفريق بين الحقيقية كما هي، والحقيقة المنقولة او المضامين التي تحمل قيمة مضافة بشكل من الأشكال : نتج عن هذا التطور والقول للدكتور الخواجا ( بروز ظواهر وسلوكيات تؤدي بالمستخدم إلى العيش في واقع غير الواقع الحقيقي ألا وهو ( الإفتراضي) .
يضيف الدكتور ماجد الخواجا قائلاً ( ثمة مواجهة غير منصفة بين الثقافة والفنون من ناحية، وبين الإعلام من الناحية الأخرى، حيث يُجاري الإعلام التطورات المتعاظمة والتحولات اللانهائية في سبيل استحواذه على المشهد الرئيس في المجتمعات) وهذا الملاحظ عبر التكنولوجيا الرقمية التي أباحت المحرمات بمختلف أطيافها، الدينية والأخلاقية والاجتماعية والذاتية، وبدأ الجميع يُحس بالفارق الكبير بين الخطاب الإعلامي الذي يخضع للتدقيق والرقابة الذاتية، في حين أن الإعلام الرقمي يُمرر بطرق من المؤكد بانها تهتم بالعوائد المجزية وبدون التركيز على الخطاب المتوازن والأبعاد القيمية .
يؤكد الدكتور الخواجا أن الحتمية التكنولوجية بدأت تعلن إنتصارها الأخير على المفاهيم التقليدية للثقافة والآداب والإعلام التقليدي، ولأن الثقافة هي وعاء التفاصيل والشؤون الحياتية للمجتمعات، فهناك أرضية وجوامع مشتركة عامة بين البشر، فيما هناك خصوصيات فرعية تمتاز بها طائفة إجتماعية عن غيرها، وفي مجمل الأحوال، فإن المستقبل سيكون للإعلام الرقمي القائم على فهم ومرونة واسعة جداً تجعل الفضاء مساحة للتنافس الحقيقي، وبالمحصلة فلا بد من القول أن المجتمعات تعرف بمؤثريها ومدى قدرتهم على تمرير الحقائق المعرفية لأبناء بيئتهم بمنهجية تنسجم مع جوهر الحقيقة التي تخدم مسيرة التطور الحضاري والنقاء الفكري والثقافي .
حظر الندوة حشد من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين، وقد إتفق الجميع على أننا نشهد مرحلة تتزايد فيها أهمية المعلومة والخبر اليقين، ذلك لان الحفاظ على التراث الثقافي يتطلب استراتيجيات مبتكرة يُمكن أن تتيح للأجيال الحالية والقادمة إمكانية الوصول إلى تاريخهم وهويتهم الثقافية.