أقلام بوست

فراعنة يكتب : تعلموا من قيادات المستعمرة

عمان بوست – بقلم الكاتب السياسي حمادة فراعنة

قبل أن يبادر رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، بهجوم القوات الإسرائيلية المدمر على إيران، يمكن ملاحظة المشهد السياسي عندهم كما يلي:
أولاً: أن نتنياهو أبلغ زعيم المعارضة يائير لبيد مسبقاً عن خطة الهجوم على إيران.
ثانياً: أن رموز المعارضة: يائير لبيد، بني غانتس، ليبرمان، ويائير جولان أعلنوا تأييدهم ودعمهم للهجوم الإسرائيلي على إيران، باعتبارها «العدو» على الرغم من اتفاقهم في معارضة حكومة نتنياهو والعمل ضدها بهدف إسقاطها، وصوتوا قبل 13/6/2025، بيومين لحل البرلمان والدفع باتجاه انتخابات جديدة، لإسقاط حكومة نتنياهو والائتلاف الذي يقوده.
موقف المعارضة الإسرائيلية، لم يكن متردداً، بل حازماً في مواجهة «العدو» الإيراني، وينطبق عليهم المثل الشعبي الدارج: «أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب».
وهذا ما سبق وحصل أيضاً بعد 7 أكتوبر 2023، إذ كانت قيادات المعارضة تعمل على إسقاط حكومة نتنياهو وتقود المظاهرات ضدها، ولكن بعد عملية حماس، اصطفوا جميعاً مع الحكومة ضد «العدو الفلسطيني» .
أحزاب الائتلاف وأحزاب المعارضة لدى المستعمرة المتفوقة القوية، يقفون معاً، رغم خلافاتهم مع بعضهم البعض، ولكنهم يتحدون ويقفون معاً ضد عدوهم بصرف النظر من كان فلسطينياً أو عربياً أو إسلامياً فهل يتعلم الفلسطينييون من عدوهم المتفوق؟
الانقسام الفلسطيني، منذ انقلاب حركة حماس في حزيران 2007، وبعد عملية 7 أكتوبر 2023 الأحادية، وهو لا يزال هدية مجانية يُقدم من طرفي الانقسام خدمة للمستعمرة.
لا فتح في خياراتها التفاوضية حققت إنجازاً بعد اغتيال إسحق رابين، وإغتيال الشهيد ياسر عرفات، ولا خيار حماس في الكفاح المسلح حققت إنجازاً، بل التراجع والانحسار في الواقع والميدان هو السمة الغالبة على نتائج سياساتهما المنفردة وخياراتهما الأحادية في الاستئثار: فتح لدى سلطة رام الله، وحماس لدى سلطة غزة، وهما معاً الطرف الأضعف في مواجهة «عدوهما» الوطني والقومي والديني والإنساني المشترك: المستعمرة الإسرائيلية، التي تحتل فلسطين، وتصادر الحقوق، وتنتهك كرامة الشعب الفلسطيني.
الإسرائيليون أقوياء، متفوقون، ولديهم خيارات متعددة، وتحالفات أميركية أوروبية مساندة، ومع ذلك يعتبرون أن العامل الذاتي هو الأساس، بينما القوى السياسية الفلسطينية، وهي الضعيفة مقارنة مع تفوق «عدوهم» مازالوا يقعون في ضيق الأفق، والأحادية، والتفرد ومرض الانتهازية التنظيمية الحزبية الضيقة، مما يُسبب لهم الخلل وعدم القدرة على تحقيق إنجازات عملية ملموسة، لا عبر خيار المفاوضات، ولا عبر خيار الكفاح المسلح، والشعب الفلسطيني يدفع الثمن، سواء في الضفة الفلسطينية ومخيماتها وقدسها وتضييق الخناق على سلطتها لجعلها «سلطة بلا سلطة» وهي سياسة إسرائيلية مقصودة باتجاه خلق الفجوة بين الشعب الفلسطيني وبين سلطته الشرعية المعترف بها، ومن جهة أخرى التجويع والقتل في قطاع غزة بهدف إسقاط أي رهان على العمل الكفاحي.
الانتصار الفلسطيني لن يتحقق إطلاقاً بدون وحدة وطنية ائتلافية بين مختلف القوى السياسية الفلسطينية، وبدون مشاركة حماس والجهاد والمبادرة الوطنية مع فتح الموحدة والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وجبهة التحرير الفلسطينية، والعربية والشخصيات النقابية والفعاليات الاجتماعية في إطار مؤسسات منظمة التحرير، لن يحظى الشعب الفلسطيني بالانتصار حتى ولو وقفت كل بلدان الكرة الأرضية معه، لأن الأساس هو العامل الذاتي، ونتائج ما يجري على الأرض وفي الميدان، وإنهاء العنوان المرضي: الانقسام والشرذمة والتمزق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى