أقلام بوست

الخواجا يكتب : عالم غير معترف به

عمان بوست – بقلم د. ماجد الخواجا

منذ قيام عصبة الأمم المتحدة والتي تطورت إلى منظمة أو هيئة الأمم المتحدة، برزت كثير من الأسئلة الباحثة عن إجابات لها، خاصةً تلك المرتبطة بالعضوية والاعتراف الرسمي بالدول. لم تكن الدول ومفهوم الاستقلال والسيادة صافياً نقيّاً ومتفقاً عليه في أية مرحلة من المراحل. فهناك شعوب وجماعات ترى لها الأحقية في تقرير مصيرها واستقلالها، لكنها تواجه جدران عدم الاعتراف التي تحرمها من ممارسة هذا الحق.
لم تقم الدول كلها ضمن معايير موحدة ومتشابهة، هناك دول قامت على أسسٍ قومية، أو مذهبية، أو جغرافية، أو لأغلبية ديمغرافية. هناك دول تمتد بين القارات وتشكّل 12% من مساحة الأرض كما هو حال روسيا والبرازيل والصين وكندا والولايات المتحدة والهند، فيما هناك دول جزرية أو مجهرية مهددة بالاختفاء كما هو حال دولة توفالو التي ستغرق في أعوام معدودة، هناك دول داخل دول.
هل تصدق أن الصين أحد أعضاء مجلس الأمن الخمس الدائمين التي تمتلك حق النقض الفيتو ولديها أكبر اقتصاد في العالم هناك دولة هي تايوان أو تايبه أو الصين الوطنية لا تعترف بها!. وأن كوريا الجنوبية هناك دولة واحدة في العالم لا تعترف بها وهي كوريا الشمالية.
نعم إنها الحقيقة تبعاً لتصنيفات الدول بما يتعلق بالإعتراف أو عدم الاعتراف، والذي تندرج الدول فيه تحت التصنيفات الآتية:
1- دول أعضاء في الأمم المتحدة غير معترف بها من قبل دولة واحدة على الأقل من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ( حال الصين الشعبية).
2- دول غير أعضاء في الأمم المتحدة معترف بها من قبل دولة واحدة على الأقل من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ( حال تايوان وأبخازيا كوسوفو، قبرص الشمالية).
3- دول غير أعضاء في الأمم المتحدة معترف بها من قبل دول غير أعضاء في الأمم المتحدة فقط (حال ترانسينستريا).
4- دولة غير عضو في الأمم المتحدة غير معترف بها من أي دولة.
وفقًا للأمم المتحدة، فإن آلية الاعتراف بدولة جديدة أو حكومة جديدة هو فعل لا يمكن إلا للدول والحكومات الأخرى القيام به. والأمم المتحدة، كونها ليست دولة ولا حكومة، لا يحق لها الاعتراف بدولة أو حكومة. ولكي تصبح عضواً في المنظمة، يجب على الدولة المرشحة تقديم طلب إلى الأمين العام، بالإضافة إلى خطاب تقبل فيه جميع شروط الميثاق. ويتخذ مجلس الأمن الخطوة التالية، حيث يدرس الطلب قبل أن يخضع للتصويت من قبل الأعضاء. مع ملاحظة أنه لو حصل الإعتراف من كافة أعضاء الأمم المتحدة، فإن دولة واحدة ممن تمتلك حق النقض الفيتو تستطيع إيقاف الاعتراف.
يوجد 193 دولة ذات سيادة في العالم وأعضاء في الأمم المتحدة، مع وجود دولتين تتمتعان بصفة مراقب وهي فلسطين والفاتيكان فيكون العدد 195 دولة منضوية تحت هيئة الأمم المتحدة. هناك دول غير معترف بها، رغم أنّ لديها علمها الخاص وعملتها وإقليمها وقوانينها ودساتيرها وحتى إنها تصدر جوازات سفر. وتتعدد أسباب عدم اعتراف الأمم المتحدة بدولة ما، ويأتي من بينها وقوع تلك الدولة داخل حدود دولة أخرى. كما لا يتم الاعتراف ببعض الدول لأنّها لم تستوفِ معايير الدولة التي حدّدتها الأمم المتحدة. وتشمل هذه المعايير وجود عدد سكان دائم، ومنطقة محدّدة، وحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات مع الدول الأخرى.
هناك دول تدعى « المجهرية» نظراً لصغر حجمها حيث إحداها دولة سيلاند وتقوم على منصة عسكرية بريطانية مهجورة في وسط المحيط، أو مزرعة كبيرة في مدينة، وكريستيانيا معسكر مهجور في كوبنهاجن الدنمارك، ودولة هوت ريفر غرب أستراليا. وجمهورية لاكوتا في الولايات المتحدة.
هناك ما تدعى بدول الظل، وهي تمتلك حدوداً جغرافية ومواطنين وربما ترتبط بعلاقات مع بعض الدول، مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية والشمالية، وشمال قبرص، ولوغانسك ودونيتسك شرق أوكرانيا، تايوان وكوسوفو، وأرض الصومال. ولنا عودة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى