تأهل “النشامى” إلى كأس العالم 2026 يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة للأردن

عمان بوست – لا يقتصر تأهل المنتخب الوطني الأردني إلى نهائيات كأس العالم 2026 على كونه إنجازاً تاريخياً في سجل الرياضة الأردنية، بل يشكّل أيضًا فرصة اقتصادية واعدة تحمل انعكاسات إيجابية محتملة على عدد من القطاعات الحيوية في البلاد.
فرص واسعة تتجاوز المستطيل الأخضر
يرى خبراء اقتصاديون أن هذا الحدث المفصلي يمكن أن يتحوّل إلى محرك اقتصادي مؤثر، إذا ما تم استثماره بذكاء على مستوى السياحة، والصناعة، والإعلام الرقمي، والبنية التحتية الرياضية، إلى جانب تعزيز صورة الأردن على الساحة الدولية.
وقال المهندس موسى الساكت، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان، إن تأهل “النشامى” يمثل لحظة فارقة تتجاوز حدود الملاعب، مرجحًا أن يشهد القطاع السياحي نموًا في أعداد الزوار بفعل الاهتمام العالمي المتزايد بالأردن كدولة مشاركة في المونديال.
وأشار إلى أن القطاع الصناعي، وتحديداً الصناعات التحويلية مثل الملابس والإكسسوارات الرياضية، سيشهد انتعاشًا بفعل الطلب المتوقع على منتجات المنتخب، مما يعزز من نشاط خطوط الإنتاج المحلية.
المحتوى الرقمي والإعلام في صعود
وفي ما يخص الإعلام الرقمي، أوضح الساكت أن الزخم الجماهيري المترافق مع التأهل سيؤدي إلى ازدهار المحتوى الرياضي الأردني، بما يتيح فرصاً أمام شركات الإنتاج والإعلان لتعزيز حضورها وتحقيق مكاسب ملموسة.
تعزيز الهوية الدولية للأردن
ولفت إلى أن نجاح الأردن في الظهور بشكل مشرّف على الساحة الكروية العالمية سيساعد في استقطاب استثمارات جديدة، داعياً إلى حملة وطنية ذكية للتسويق والترويج على المستويين الإقليمي والعالمي.
انعكاسات رقمية عالمية
من جانبه، قال عبدالرحمن الحسامي، المدير التنفيذي لشركة “مكانة 360″، إن التأهل أثار اهتماماً عالمياً كبيراً، مشيرًا إلى أن عمليات البحث عن “Jordan” ارتفعت بأكثر من 500% خلال 48 ساعة بعد التأهل، إضافة إلى أكثر من 14 مليون تفاعل رقمي خلال أسبوع، بحسب أدوات الرصد والتحليل الخاصة بالشركة.
واعتبر الحسامي أن هذه البيانات تمثّل فرصة استراتيجية لقطاع الاستثمار، لتعزيز صورة الأردن كموقع جاذب للاستثمار، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والسياحة العلاجية.
أثر اقتصادي مرحلي وقطاعي
الخبير الاقتصادي حسام عايش أشار إلى أن التأهل سيؤثر بشكل إيجابي في قطاعات متعددة، أبرزها السياحة، حيث يُتوقع ارتفاع في أعداد السياح بنسبة تتراوح بين 10 و15% في العام التالي للتأهل. كما تشمل الفوائد المحتملة قطاعات النقل، الفندقة، المطاعم، والبث التلفزيوني.
ونوّه عايش إلى أن استثمار هذا الحدث قد يدفع إلى تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية الرياضية، مثل المدينة الرياضية المزمع إنشاؤها في جنوب عمّان، إلى جانب تحفيز الصناعات المرتبطة بالرياضة والتطبيقات الرقمية المتخصصة.
نمو مؤقت في قطاعات خدمية
بدوره، اعتبر الدكتور أحمد المجالي، الباحث في الاقتصاد، أن الأثر الاقتصادي وإن كان محدودًا على المدى الكلي، إلا أنه سيكون ملموسًا في قطاعات مثل السياحة الداخلية، والمطاعم، والتجزئة، خاصة مع الإقبال الجماهيري على شراء مستلزمات المنتخب ومتابعة المباريات.
وأضاف أن الإعلان والإعلام سيستفيدان من ارتفاع معدلات المشاهدة، ما يتيح للشركات فرصًا أوسع لتعزيز وجودها السوقي، إضافة إلى احتمالية بروز فعاليات مجتمعية وثقافية في المدن الكبرى، تنشط بدورها خدمات النقل وتنظيم الفعاليات.
مرحلة جديدة من الاقتصاد الرياضي
أما الخبير الاقتصادي منير دية، فأكد أن المشاركة في كأس العالم ستضع الأردن على خريطة كرة القدم العالمية، ما قد يفتح الباب أمام صفقات احتراف للاعبين الأردنيين، ويعزز من مكانة الأندية المحلية.
وقال دية: “إذا تمّ استغلال التأهل بحملة تسويقية من وزارتي السياحة والاستثمار، يمكن أن نشهد اهتماماً غير مسبوق بالأردن”، مرجحاً أن يقود هذا الحدث إلى استثمارات خارجية في بناء ملاعب ومدن رياضية، ودخول المملكة فعلياً في عصر “الاقتصاد الرياضي”.