طفرة مقلقة في إصابات “السحايا” وسط انهيار صحي شامل في غزة

عمان بوست – أطلق الدكتور راغب ورش أغا، رئيس قسم الأطفال في مستشفيي النصر والرنتيسي بغزة، تحذيراً عاجلاً من تصاعد خطير في حالات الإصابة بمرض التهاب السحايا، مشيراً إلى تسجيل مئات الحالات خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تدهور حاد وغير مسبوق في المنظومة الصحية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق المفروض على القطاع.
وأوضح أغا أن المستشفى يستقبل يومياً أعداداً متزايدة من الأطفال المصابين، وسط ظروف صحية مأساوية، أبرزها النقص الحاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة، ما يساهم في تسريع انتشار الأوبئة داخل مراكز الإيواء المكتظة التي تفتقر لأبسط معايير الصحة العامة.
وأضاف أن انهيار البنية التحتية الصحية، بعد تدمير واسع للمرافق الطبية وإخلاء أكثر من ثلثي مساحة القطاع، دفع ما يزيد عن مليون ونصف مواطن للتكدس في مساحات ضيقة، ما خلق بيئة خصبة لتفشي الأمراض المعدية وعلى رأسها التهاب السحايا، في وقت تعجز فيه المستشفيات عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
خطر داهم وتدهور متسارع
وأكد أغا أن المستشفيات تعاني من نقص كارثي في الأدوية والمضادات الحيوية ووسائل الوقاية، ما يجعل من مواجهة هذه الطفرة المرضية أمراً شبه مستحيل، ويهدد حياة آلاف الأطفال والمرضى.
ودعا الجهات الدولية والإنسانية إلى التدخل الفوري لتوفير مياه شرب آمنة، ودعم المراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الأساسية، مع تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية، التي باتت تمثل خط الدفاع الأخير أمام انهيار المنظومة الصحية.
نداء عاجل إلى العالم
وفي ختام تصريحاته، ناشد الدكتور أغا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية إزاء ما وصفه بـ”الكارثة الصحية المركبة” التي تضرب المدنيين في قطاع غزة، محذراً من أن استمرار الصمت الدولي يُفاقم الكارثة، ويهدد جيلاً كاملاً بالموت أو الإعاقة، إن لم يتم التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من الحياة في غزة.