انتحار النائب الفرنسي أوليفييه مارليكس داخل منزله يشعل الحزن في الأوساط السياسية

عمان بوست – شهدت الساحة السياسية الفرنسية صدمة كبيرة بعد إعلان وفاة النائب أوليفييه مارليكس، الرئيس السابق لكتلة حزب “الجمهوريون” في الجمعية الوطنية، الذي أقدم على الانتحار داخل منزله، الاثنين.
وأكد المدعي العام في مدينة شارتر، فريديريك شوفالييه، العثور على جثة مارليكس مشنوقًا في إحدى غرف الطابق العلوي من منزله الواقع في بلدة أنيه.
وقد دفع النبأ المفاجئ الجمعية الوطنية إلى تعليق جلساتها، فيما وقف النواب دقيقة صمت حدادًا على زميلهم الراحل.
وفي أول تعليق رسمي، نعى الرئيس إيمانويل ماكرون النائب الراحل عبر منصة “إكس”، واصفًا إياه بأنه “رجل سياسة محنّك”، وقال: “كنت أحترم خلافاتنا، إذ كانت تعبّر عن حبنا المشترك للوطن”.
من جهته، أشاد لوران فوكييه، رئيس كتلة الجمهوريين، بمارليكس قائلًا: “لن ننسى رجل المبادئ والمدافع العنيد عن المصلحة العامة، الذي ارتقى بالنقاش العام برؤيته الثاقبة”، بينما وصفت مارين لوبان، رئيسة كتلة التجمع الوطني، الراحل بأنه “نائب ميداني ملتزم بخدمة أفكاره”.
مارليكس، الذي ينتمي لعائلة سياسية مرموقة فهو نجل الوزير السابق آلان مارليكس، بدأ مسيرته البرلمانية في عام 2012 بعد فوزه بمقعد في إير-إي-لوار، وقد تميز بأسلوبه المحافظ الكلاسيكي واتزانه السياسي.
كان من أبرز معارضي الرئيس ماكرون، وبرز في عام 2019 حين ترأس لجنة برلمانية حققت في صفقة استحواذ شركة “جنرال إلكتريك” الأمريكية على فرع الطاقة بشركة “ألستوم”، وهي قضية أثارت جدلًا واسعًا في ظل علاقة ماكرون بالصفقة حين كان وزيرًا للاقتصاد.
كما عرف بمواقفه الصارمة تجاه عدد من أعضاء حزبه السابقين الذين انضموا إلى الحكومة، وهاجم بشكل متكرر وزير الداخلية الحالي جيرالد دارمانان، واتهمه بالكذب، وكذلك انتقد رئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب.
وفي عام 2021، نشر مارليكس كتابًا بعنوان “المصادرون” تناول فيه تأثير الماكرونية على فرنسا، داعيًا لمواجهتها سياسياً.
ترك مارليكس خلفه إرثًا سياسيًا مثيرًا للجدل وبصمة واضحة في الحياة النيابية الفرنسية، فيما أثارت وفاته المفاجئة موجة واسعة من الحزن والتساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية.