حرائق اللاذقية تحت السيطرة شبه الكاملة… والأردن يقدّم دعماً جوياً في الاستجابة

عمان بوست – أعلنت الحكومة السورية، الخميس، أنها باتت تسيطر بشكل شبه كامل على مواقع الحرائق في ريف اللاذقية، باستثناء نقطتين في منطقة جبل التركمان، وذلك بجهود محلية ودعم دولي، من بينها الأردن وتركيا.

وأكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، أن فرق الإطفاء والدفاع المدني تمكنت من احتواء معظم بؤر النيران، وبدأت عمليات التبريد فجر الخميس، مشيراً إلى أن الرياح القوية تسببت في تجدد بعض الحرائق.

وأضاف الصالح أن “الفرق ما تزال تعمل بكامل طاقتها رغم صعوبة التضاريس والتقلبات الجوية”، مبيناً وقوع إصابة خطيرة بين عناصر الدفاع المدني نتيجة محاصرة النيران لهم، فيما تواصل باقي الفرق مهامها بدعم دولي مباشر.

نقاط ساخنة في جبل التركمان

وأشار الصالح إلى وجود نقطتين ما تزالان خارج السيطرة: إحداهما في وادٍ لا يمكن الوصول إليه إلا جواً، والثانية على سفح جبل مزروع بالألغام، حيث سجلت صباح الخميس انفجارات متفرقة دون وقوع إصابات.

وتواصل الحرائق تهديد قرى جبل التركمان شمالي اللاذقية، خاصة في محيط قسطل معاف، قنطرة، مزرعة، بيت ملق، الفرنلق، ومورطلو، وسط جهود مكثفة للسيطرة على النيران المستعرة منذ الثالث من تموز الجاري.

الدفاع المدني: السيطرة الكاملة قريبة

من جانبه، قال مدير الدفاع المدني في الساحل، عبد الكافي كيال، إن السيطرة الكاملة على الحرائق باتت وشيكة، مؤكداً أن عدد البؤر المشتعلة انخفض بشكل كبير، وأن الفرق بدأت بشق طرق جديدة لتسهيل الوصول والإطفاء.

وأشار كيال إلى أن عمليات التبريد ستبدأ فور إخماد النيران بشكل نهائي، مشدداً على أن “العمل يتم وفق خطة مجزأة على مدار الساعة لضمان حصر الحرائق ومنع تمددها”.

دعم أردني وتركي واستجابة دولية

في سياق متصل، أكد الوزير الصالح أن طائرات ومساعدات من الأردن وتركيا ولبنان دعمت عمليات الإطفاء، إلى جانب الطيران السوري، مشيداً بسرعة الاستجابة الدولية، والتي ساهمت في تقليص رقعة النيران.

كما أشار إلى استمرار التنسيق مع دول أوروبية والعراق لتفعيل الدعم الجوي عند الحاجة، مؤكداً أن هذا التعاون أسهم في تسريع السيطرة على الحرائق.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن المنظمة وشركاءها يدعمون الجهود الحكومية، خاصة في المناطق المتضررة، بينما أطلقت “اليونيسف” وصندوق الأمم المتحدة للسكان فرقاً متنقلة لتقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي للأطفال.

كارثة بيئية ودعوات لخطة إنعاش

ومنذ الثالث من تموز، تشهد محافظة اللاذقية سلسلة من الحرائق الكارثية التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات، وأجبرت مئات العائلات على النزوح من أكثر من 60 قرية.

وحذر تقرير للهلال الأحمر السوري من تفاقم الوضع الإنساني نتيجة ضعف البنية التحتية ونقص المعدات، مع صعوبة الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة، لا سيما في ريفي طرطوس وحماة.

ودعت منظمات بيئية سورية ودولية إلى إطلاق خطة إنعاش بيئي طويلة الأمد، تشمل إعادة التشجير، إزالة الألغام، وتفعيل برامج توعية للوقاية من حرائق الغابات، تمهيداً لمسار تعافٍ شامل للساحل السوري بيئياً ومجتمعياً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى