المجالي يكتب : يا طاهر المصري

عمان بوست – بقلم عبدالهادي راجي المجالي
يقاتل طاهر المصري المرض ، لكنه يبقى الأقوى من المرض…هاتفته واتفقنا على زيارته وأخلفت ، أعرف يا أجمل الناس وأحلى مواطن … أن ( ف ل س ط ي ن ) تداهمك في قفل الباب ، تطلع إليك من شاشة الهاتف ، وطعمها في فمك حين تحتسي قهوتك ، وأعرف أن نابلس تطل عليك من شباك غرفة النوم ، حين يطلع الفجر على عمان .
ماذا سنفعل يا ابن دمي ، غير إنتاج الكلام والدمع .. غير أن نشكوا الحال لبعضنا ، غير أن ارفع صوتي في الحديث كي تسمع ما أقول … أتعبك السمع ياطاهر ؟ .. أعرف … وأنا صرت أرفع صوتي وأقول في داخلي ، لا أرفعه كي تسمعني ، ولكن في حضرة شيبك النبيل الصوت يجب أن يكون عاليا والموقف والمروءة … والحب أيصا .
نابلس لم تنتج الصابون فقط … أنتجت طاهر أيضا ، طينته من تراب عيبال .. وعظامه من صخر جرزيم ، وطاهر أصفى من ماء الفرات ، ونكهته أزكى من سماق ( سلفيت ) …
ماذا تبقى لنا يا أبا نشأت غير الكلام والدمع ، كلما جلست معك أحسست ( ب ف ل س ط ين ) تطوف حولنا ، وتبكي علينا …لا شيبك بدل لونه ، ولا قلبي تحرر من حزنه …ولا البلد أعطتنا ولو قبلة أو بعضا من حنانها .
يا ابن دمي والخطى المتعبة… سمعت قبل قلبل أنك تناولت الطعام ، في مطعم من مطاعم عمان قبل يومين ، وفرحت فرحت كثيرا .. وأخبروني أنك لا تهتم للمرض ، وأنك تقاتله بصبر وقوة …. ( ف ل س ط ي ن ) منذ صلب المسيح على ثراها الطاهر وهي تنزف ، ماذا أورثتنا غير النزف ؟ …
أنت تختلف عنا يا طاهر المصري بأن نزفك عشق وحياة ، ونزفنا دم وشقاء …
انا لا أعرف كيف قادني قلبي هذه الليلة كي أكتب لك ، ربما فيما مضى كنا نأتيك ونفرد على سفح سمعك كل شكوانا ، ما عاد أحد في هذه الدولة يسمع شكوانا يا طاهر ….لهذا قررت الليلة ان أفرد شكواي على سفح العيون النابلسية التي ستقرأ كلامي ..
حماك الله ايها الأصيل النقي الكبير …
حماك الله وستبقى ( ف ل س ط ي ن ) في قلوبنا ، الهوى والنهر والمعتقد .. وأول وطن وأحلى حلم … حماك الله.