الشرع لبوتين: دمشق تسعى لإعادة تعريف علاقتها مع موسكو على أساس السيادة والاستقلال

عمان بوست – أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن بلاده تسعى إلى إعادة تعريف العلاقة مع روسيا بما يضمن استقلال القرار السوري وسيادة الدولة ووحدة أراضيها، وذلك خلال لقائه الأول مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الأربعاء.
وحظي الشرع بترحيب لافت من بوتين أمام عدسات الكاميرات، في زيارة تُعدّ الأولى من نوعها منذ توليه الرئاسة، وتأتي في سياق مرحلة جديدة من العلاقات السورية الروسية بعد سنوات من التحالف العسكري والسياسي في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وقال بوتين في مستهل اللقاء، إنّ ما جمع موسكو بدمشق على مدى العقود الماضية هو “حرص روسيا الدائم على مصالح الشعب السوري”، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تقوم على أسس عميقة ومتجذّرة. وأضاف أن أكثر من أربعة آلاف طالب سوري يدرسون حالياً في الجامعات الروسية، معرباً عن أمله بأن يسهموا في إعادة بناء الدولة السورية.
من جانبه، أوضح الشرع أن سوريا تسعى إلى إرساء صيغة جديدة للتعاون تقوم على “احترام السيادة الوطنية واستقلال القرار السوري”، مشيراً إلى “الروابط التاريخية والمصالح المشتركة” التي تجمع البلدين. كما لفت إلى أن جزءاً كبيراً من الغذاء والطاقة في سوريا يعتمد على الإنتاج والخبرة الروسية.
وبحسب مصادر حكومية سورية، فإن الشرع سيناقش مع الجانب الروسي ملفات اقتصادية وعسكرية، تشمل مستقبل القاعدتين الروسيتين في طرطوس وحميميم، إلى جانب مشاريع استثمارية وإعادة تسليح الجيش السوري الجديد.
كما ذكرت المصادر أن الرئيس السوري قد يطلب من موسكو تسليم بشار الأسد وعدد من المطلوبين المتهمين بارتكاب جرائم حرب خلال الصراع السوري، في خطوة وصفتها أوساط سياسية بأنها رمزية لإغلاق صفحة الماضي وفتح مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.
ويرافق الشرع في زيارته وزير الخارجية أسعد الشيباني وعدد من المسؤولين العسكريين والاقتصاديين، حيث من المقرر أن تُستكمل المباحثات خلال اليومين المقبلين حول التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار.
يُذكر أن روسيا كانت الداعم الرئيسي لبشار الأسد طوال فترة حكمه التي امتدت لنحو ربع قرن، وقد تدخلت عسكرياً عام 2015 لصالحه، مما غيّر موازين القوى على الأرض. ومع انتقال السلطة في دمشق، تبدو موسكو حريصة على تأمين مصالحها الاستراتيجية في سوريا والحفاظ على وجودها العسكري الدائم في شرق المتوسط.


