الدعجة يكتب : هل حانت لحظة الحقيقة ..

عمان بوست – بقلم د.هايل ودعان الدعجة
ثبت ان الكيان الاسرائيلي هشا وضعيفا وليس بتلك القدرة او القوة التي اعتقدنا ، وذلك على وقع التطورات التي طرأت على مشهد الصراع في ظل التطور النوعي الذي طرأ على المنظومة الصاروخية في المنطقة ، إن تلك القادمة من غزة او اليمن او قبل ذلك من ايران وحتى من لبنان في بعض الفترات .. حتى ان الصواريخ الايرانية المتطورة ، اجبرت الكيان الاسرائيلي على طلب وقف اطلاق النار في حرب ال ١٢ يوما بعد ان فشلت منظومته الدفاعية في اعتراض معظمها ..
الحرب الحالية طرفها الرئيس هو الولايات المتحدة .. الداعمة والمشاركة التي تزود اسرائيل بكافة وسائل الدعم .. عسكريا ولوجستيا وماليا .. مما يتطلب اعادة النظر بقراءة المشهد والتعاطي مع المصطلحات بالصورة التي ظهرت بها عند الاشارة الى اطراف الحرب الدائرة في المنطقة بحيث نأخذ بالاعتبار الولايات المتحدة كطرف مشارك .. كما كان الوضع في الحرب الاسرائيلية البريطانية ٤٨ و ٦٧ .. والحرب الاسرائيلية البريطانية الفرنسية ٥٦ ( العدوان الثلاثي على مصر ) ..
اليوم الكيان المجرم يظهر على حقيقته الاجرامية التي لم يسبق لها مثيل .. جرائم ومجازر وابادة جماعية بحق الاطفال والنساء وكبار السن .. يدمر البنى التحتية .. المستشفيات والمدارس ودور العبادة .. يهدم الاحياء والابراج السكنية .. ليأتي رمز الارهاب نفسه نتنياهو ويطلق وصف الارهاب على حماس والمقاومة والدولة الفلسطينية .. الارهاب الذي اذا عجزت عن ايجاد تعريف له .. ستجده في مجرم العصر نتنياهو المدعوم اميركيا ..
ما فعلته المقاومة الفلسطينية منذ طوفان الاقصى انها ازالت القناع المزيف عن وجه هذا الكيان المجرم الذي نجح عبر ماكنته الاعلامية في السنوات الماضية في ان يخدع العالم بسرديته المزيفة ويضلله لاكثر من ٧٠ عاما ، ويقنعه بانه هو الضحية حتى كسب دعمه وتعاطفه .. الى ان جاءت لحظة الحقيقة .. التي كان ثمنها باهظا جدا .. ولكنها جاءت .. دون ان نغفل دور الهجمة الاسرائيلية الغادرة والجبانة والهمجية على دولة قطر في تسريع كشفها ..
الحرب اكيد ستنتهي ولكن تبعاتها العالمية ستبقى .. خاصة بعد ان فشل المجتمع الدولي في التعامل مع كيان مجرم تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء التي رسمتها المنظومة الدولية بدولها ومؤسساتها التي ظهرت كم هي هشة ضعيفة هي الاخرى .. الامر الذي سيعطي المبرر لاطرافها الذين شعروا بالحرج والضعف .. عندما اكتشفوا انهم مجرد ادوات مسلوبة الحركة في هذه المنظومة التي تتحكم بها وتمتلك مفاتيحها الولايات المتحدة .. التي اخضعت الكرة الارضية لاختبار غزة .. فكانت النتيجة هو فشل الجميع .. باستثناء من كان السبب في اللجوء الى هذا الاختبار ممثلا بالمقاومة الفلسطينية .. التي كشفت كم كان العالم مخدوعا وضعيفا ..
نعم انها لحظة الحقيقة التي سيكون لها ما بعدها ، عندما تجد دول العالم ان منظومتها غير امنة … وان هناك من يستطيع العبث بها متى شاء ..
لا اريد ان اتساءل هل تصحو هذه الدول على وقع هذا الاختبار ونتائجة .. بل اقول انها صحت الان بعد ان ادركت الحقيقة .. وستبدأ تتعامل معها .. في اشارة الى ان التغيير على شكل النظام الدولي قد بدأ .. من هناك من الصين .. وان كانت الانطلاقة من هنا .. من منطقتنا .. من غزة .. فهل ينقذ العالم نفسه من الفوضى .. ويعيد الاعتبار لامنه وسلامه واستقراره باعتبارها غاية تأسيس منظومته . يبدو ان اسئلة الاختبار مستمرة ولم تتوقف .. كحال النتائج المتوقعة منها .. والتي لن تكون بالصورة التي ظهرت عليها .. عندما اختزل العالم كله في الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة فقط .. هل بدأ او سيبدأ التغيير .. اظنه كذلك .. ولننظر فقط الى حراك العالم الاخير كما عكسته موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية وادانة مجلس الامن واعلان نيويورك واجتماعات الجمعية العامة واجتماع الرئيس الاميركي ترمب مع بعض قادة الوفود العربية والاسلامية المشاركة في هذه الاجتماعات .. وغيرها .