المراشدةتكتب: هل الاردن يحتاج إلى شكر ؟

عمان بوست – بقلم سامية المراشدة

دار الحديث كثير في الآونة الأخيرة أن حق الاردن في الشكر مجهول أو حتى مبهم على ما قدمه من مساهمات ومسانده للدول المجاورة في تعزيز أمنها واستقرارها بل حتى في تقديم العون والوقوف بتوجيه السياسات الداعمة في حرب غزة ، الاردن صاحب الدور الذي عرفه الجميع حينما وقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين امام الامم المتحدة عام الماضي وأشر بأصبعه نحو الوفد الإسرائيلي وقال إن التاريخ لا ينسى جرائم والإبادة وان الإنسانية فقدت في حرب غزة ، وتكرر الخطاب في نفس المكان بهيئة الأمم المتحدة من قبل جلالته وايضا وزير خارجية الاردن ، لكن الاردن قد يُنسى أنه قدم المساعدات الجويه ، العالم ينسى أننا كسرنا الحصار بالفعل ، لكن لا يُنسى كل ما فعله هو اردني خالصاً حباً و واجب بكل معنى ، لكن وقد يُنسى الاردن في أول الوقوف على المنصة بخطاب من بعض الرؤساء أو حتى عبر تصريح يظهر على الشاشة ، لكن هناك شعور شعبي أن الاردن لا يحتاج إلى شكر لكن يفتقر التقدير لأنه قدم عطاء بلا حدود .

لكن يبقى السؤال هل فعلاً نرتاح إلى كلمة شكر في وقت ذكر كل بلدان العالم وينسى الاردن في لحظة ما ؟ وبعد التحقق وبعد التفكر نحن كشعب ودولة اردنية بسيطه شعبها طيب ، وقيادتنا صاحبه نظرة عميقه ،لكن نسأل أنفسنا لماذا يُنسى الاردن ؟ الجواب أن الأردن هو الأخ الكبير والأخ الذي يساند ،هو العزوة التي تقف بجانب كل فاقد حقه ،الاردن الذي يقود المركب ولا يرتاح حتى يرى الجميع مطمئن ،لا يرضى الجوع لجاره ولا يقبل الظلم ،يعلم جيداً قيمة الاستقرار ،الاردن الذي لا يقبل شكر مقابل عمله الإنساني .

الاردن صاحب الحكمة والضمير ، حينما يكثر الحديث ويعجز الفعل ،حينما يعجز الفعل وتبقى المحاولات ،الاردن حاول كثيراً لكسر الصمت والعجز العربي ، نعم لا نريد الشكر لكن مقولتنا المعروفه” ما دام يا جار انت بخير انا بخير” ،والاردن لم يهنأ منذ بداية الحرب وجاء الوقت الاردن يتأمل ما قدمه من إنجاز فعلي ،يتأمل مجهوده ، يرتاح ، حتى لو استكثر عليه الشكر ،لكن الانجاز الحقيقي أن سياسة الاردن فُعلت بنجاح ، وهذا ما يعزز ثقتنا بقيادتنا بأن الاردن في نظر الشعوب بل أمام العالم كله ،بأن الأردن دولة عظيمة، والمواطن الأردني يعلم جيداً معنى وطنه وقوته السياسية ،والتاريخ لا يكتب كما في الماضي بأيدي المؤرخين حسب روايتهم ،بل كتبناه نحن أنفسنا ،وشهدنا عليه ،وشهد الله عليه .

سامية المراشدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى