الذكرى 53 لاستشهاد وصفي التل: رمز الإخلاص والولاء للأردن

عمان بوست – يصادف اليوم الخميس الذكرى الثالثة والخمسون لاستشهاد رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل، الذي اغتالته يد الغدر في القاهرة أثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك، في 28 تشرين الثاني من عام 1971.
يُعد الشهيد وصفي التل من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ الأردن، حيث تولى رئاسة الحكومة الأردنية بأمر من جلالة الملك الحسين بن طلال في 27 كانون الثاني 1962، ليشكل حكومته التي ضمت 11 وزيرًا. وتجددت الثقة به ثلاث مرات خلال سنوات عمله، فكان مثالًا للإخلاص والولاء لقيادته الهاشمية وحبه العميق لوطنه وأمته العربية.
ولد وصفي التل في عام 1920، وهو ابن الشاعر الأردني الشهير مصطفى وهبي التل. تلقى تعليمه في مدارس إربد والسلط، ثم واصل دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت، وتخصص في العلوم والفلسفة. عمل مدرسًا في الكرك قبل أن يتدرج في عدة مناصب دبلوماسية وإدارية داخل الأردن وخارجه، شملت السفارات الأردنية في موسكو وطهران وبغداد.
شغل التل العديد من المناصب الهامة، منها رئيس دائرة الإحصاءات العامة، ومدير المطبوعات، ورئيس التوجيه المعنوي، وعضو مجلس الأعيان، إضافة إلى كونه سفيرًا للأردن في بغداد وطهران. كما عمل على تأسيس الجامعة الأردنية وإطلاق معسكرات الحسين للعمل، وكان دائم التأكيد على ضرورة ترجمة الكتب التكليفية الملكية إلى برامج عمل فعلية قابلة للتنفيذ.
وصفي التل كان يُؤمن أن الحكومة يجب أن تكون خادمة للدولة، لا حاكمة عليها، وركز في عمله على تعزيز الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن سيادة القانون هي الطريق الوحيد لتقدم الأردن. في كل مناسبة كان يردد أن حب الأردن يتطلب الاستجابة الإيجابية لتحديات العصر، بما يتطلبه من تطور حقيقي وصادق.
لقد ترك وصفي التل بصمته في تاريخ الأردن، وسيظل ذكره خالداً في الذاكرة الوطنية كرمز من رموز الإخلاص والتضحية.